للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقع، ومع هذا المبلغ (١٦٠ ألف فرنك)، فإن المدني يقول إن الإعانات للفقراء لا تتجاوز خمسة فرنكات للشهر للعائلة الواحدة.

ويبدو أن الجمعية قد استمرت في اختصاصاتها التي رسمت لها (أي المكتب السابق) منذ ١٨٦٨. فهي كما قال الشيخ المدني تشرف على:

١ - ملجأ للعجزة والمقعدين يضم ٤٢ شخصا.

٢ - ملجأ زاوية الولي دادة.

٣ - ومنح التلاميذ منحا ليواصلوا بها التعلم في الصنائع الفرنسية. ولكنه لم يذكر النواحي الأخرى التي كانت الجمعية (والمكتب قبلها) تصرف فيها الميزانية. وقد شكا من أن إعانة الحكومة قليلة والتبرعات والصدقات تكاد تكون مفقودة. ومعنى ذلك أن الجمعية كانت بعد قرن من الاحتلال في فقر مدقع. ولكن الشيخ المدني تدارك ذلك وقال إنه لولا وقف المرحوم القينعي الموجه للفقراء والذي كانت تديره الجمعية لكان (دور الجمعية لا قيمة له) ومن الملفت للنظر أن المدني يذكر أن ريع وقف القينعي يصل نحو مائتي ألف فرنك (٢٠٠,٠٠٠) سنويا (١).

وفي سلسلة من المقالات روى الشيخ حمزة بوكوشة عن جمال سفينجة، رئيس دار الصدقة الإسلامية (هكذا تحول الاسم)، نفس المساجلات بين السلطات وأعضاء الجمعية حول دمج الدارين الإسلامية والفرنسية. والأعضاء عندئذ هم: أحمد بن صيام، وعمر الموهوب، وحمدان بن رضوان، وزروق الحلوي، ورينيه فضيل (٢).

لقد رأينا أن مآل الأوقاف الإسلامية مآل مؤلم ومضر بالصالح العام


(١) أحمد توفيق المدني (كتاب الجزائر)، ط. ٢، ٧ ٢٤ - ٢٤٨. وقد توفي المرحوم القينعي سنة ١٨٦٨. والغالب على الظن أن الشيخ المدني كان عضوا في الجمعية الخيرية، وله اطلاع واسع حول الموضوع. ولنذكر أن الجمعية الخيرة قد أنشئت بعد ١٩٠٧ أي بعد قرار فصل الديانة المسيحية واليهودية عن الدولة الفرنسية، بينما بقيت الشؤون الإسلامية غير مفصولة عن الدولة الفرنسية. وعلى غرار ما فعلت الديانتان الأخريان، تكونت الجمعية الخيرية على أنقاض الكتب الخيري الإسلامي.
(٢) جريدة البصائر، ١٢ سبتمبر، ١٩٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>