للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحرب رجع إلى العاصمة سنة ١٩١٩، وحاول إعادة الفاروق في شكل مجلة، ولعله غلب على أمره ماديا، فأوقفها وانضم إلى هيئة تحرير جريدة (الصديق) التي كان يحررها محمد بن بكير والمولود الزريبي.

تعاون عمر بن قدور مع الصحف التونسية قبل إنشاء الفاروق، كما تعاون معه الصحفيون والكتاب التونسيون بعد إنشائها. كتب كما قلنا في جريدة التقدم التونسية، وجريدة الحاضرة التي كان يديرها علي بوشوشة وكانت تهتم بشؤون الجزائر. أما الذين تعاونوا معه من تونس فعددهم كثير، نذكر منهم معتمده هناك السيد الطيب بن عيسى، وأحمد توفيق المدني، وحسين الجزيري، وصالح السويسي، وإبراهيم بن شعبان، وصالح النجار. ويلمح علال الفاسي إلى أن اعتقال المدني والجزيري في تونس وعمر بن قدور في الجزائر كان متزامنا تقريبا، وأن ذلك يرجع في نظره إلى ما وجدته السلطات الفرنسية من مراسلات بينهم عند تفتيش منازلهم. وعد علال الفاسي عمر بن قدور من (المصلحين السلفيين في الجزائر) (١). ولكن بعضهم يذهب إلى أن ابن قدور قد غيرته ظروف الاعتقال منذ ١٩١٥، فهل ذلك صحيح؟.

يقول صالح خرفي إن ابن قدور قد نفي إلى عين ماضي، وتساءل، بغموض، ما إذا كان معتقله في مقر الطريقة التجانية قد تكفل بترويضه حيث (تروض النفوس الأبية) التي استعصت على الاستعمار (٢). ويذهب آخرون إلى أن ابن قدور قد تحول إلى التصوف، ودخل في الطريقة التجانية وألف تأليفا حول هذا الموضوع سماه (الإبداء والإعادة في مسلك طريق السعادة) (٣) دافع فيه عن الطريقة المذكورة التي دخلها على يد المقدم محمد بن التواتي


(١) علال الفاسي (الحركات الاستقلالية)، معهد البحوث والدراسات العربية، مصر، ١٩٤٨، ص ٤٨.
(٢) خرفي، مجلة الحياة الثقافية (تونس)، مرجع سابق، ص ٤١.
(٣) عبد الباقي مفتاح (أضواء) مخطوط. وقد طبع كتاب (الإبداء والإعادة) في الجزائر سنة ١٣٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>