للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموسيقى الجزائرية هو فقط التأثير المصري (العربي) (١).

أنشأت إذاعة الجزائر خمس جوقات للعناية بأنواع الفنون الغنائية:

(١): الكلاسيكية تحت إشراف محمد فخارجي، وكان يساعده أخوه عبدالرزاق فخارجي.

(٢): الصحراوية بقيادة أحمد خليفي.

(٣): العصرية بقيادة مصطفى اسكندراني، تم ظهر فيها عبد الرحمن عزيز.

(٤): القبائلية بإشراف الشيخ نور الدين.

(٥): الشعبية بإشراف محمد العنقاء. وكل جوقة كان لها عدد من الفنانين. ونلاحظ أن الإذاعة الفرنسية لم تنشئ أية جوقة للموسيقى الجزائرية أو الوطنية أو العربية، فالتقسيم العرقي والجهوي واضح حتى في هذه الفنون. ومن الأسف أن نفس التقسيم ظل موروثا حتى بعد سنوات من الاستقلال.

ومع ذلك لم تتطور إذاعة الجزائر إلا بعد الحرب العالمية الثانية. فقد توسعت وتقوت. وأنشأت فرعا للقبائلية أيضا. وأصبح لها مجلة تسمى (هنا الجزائر) بالفرنسية والعربية. وكان يشرف على القسم العربي الشاعر الطاهر بوشوشي. وكانت الإذاعة تحتكر الانتاج الأدبي وتدفع أجورا مغرية للمساهمين معها، وأفسحت المجال لبعض الكتاب لكي يخاطبوا الجمهور. وأصبحت الإذاعة تنافس الصحافة اليومية، سيما بالعربية، لأن الأمية كانت تجبر معظم الجزائريين على سماع الأخبار والأحاديث منها بدل قراءتها في الصحف (٢).

كما أن الإذاعة فتحت عهدا جديدا للتمثيل. ففي كل أسبوع كانت تقدم مسرحيتين، إحداهما بوليسية، وكلتاهما بالعربية الدارجة. وكانت تقدم الأغاني الفولكلورية (٣). وذلك ساهمت، مع المسرح، في الدعاية


(١) حشلاف (مجموعة الموسيقى العربية)، ١٩٩٣، ص ٢١٣، والنص مكتوب سنة ١٩٧٣.
(٢) سعد الدين بن أبي شنب، مجلة (الأديب)، بيروت، عدد ممتاز، يناير ١٩٥٤، والمقال نفسه منشور في مجلة (هنا الجزائر)، فبراير ١٩٥٤.
(٣) سعد الدين بن أبي شنب، (الأدب الشعبي)، في (مدخل إلى الجزائر)، ص ٣٠٧ - ٣٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>