للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(مدرسة) شيخ البلاد. وكانت مؤسسة سبل الخيرات ذات نفوذ كبير في المجتمع والدولة وذلك لأهمية الأوقاف التي كانت تتلقاها والمنشآت التي كانت تشرف عليها، وهي التي كانت أيضا مكلفة بدفع مرتبات حوالي ثمانية وثمانين طالبا أو قارئا ملحقين بالمساجد التي تحت إدارتها، كما كانت تقدم الصدقات للفقراء وترعى حاجات المساجد التسعة التابعة لها.

وإدارة أوقاف مكة والمدينة كانت لا تقل أهمية عن مؤسسة سبل الخيرات، رغم أن الأولى أكثر ثروة حتى قال بعضهم إنها كانت تشمل ثلاثة أرباع الأوقاف العامة (١). ويذهب بعضهم إلى أن مؤسسة مكة والمدينة أقدم من مؤسسة سبل الخيرات فهي تعود حسب هذا الرأي إلى ما قبل العهد العثماني. وكانت مؤسسة مكة والمدينة تدار أيضا من قبل مجلس من أربعة أشخاص وقد تتسع لأعضاء آخرين. وكان على رأس هذا المجلس وكيل يعينه الباشا أيضا، كما كان لها وكلاء في المدن الجزائرية الأخرى. وكانت مؤسسة مكة والمدينة تدير بعض الأوقاف المحلية سواء كانت مالكية أو حنفية، وهي الأوقاف التي يؤول فائضها إلى فقراء المدينتين الشريفتين (٢).

وتدل الإحصائية التالية على أهمية مؤسسة مكة والمدينة في الحياة الاجتماعية. فقد ثبت أن هذه المؤسسة كانت تملك في آخر العهد العثماني الأوقاف التالية: ٨٤٠ منزلا، ٢٥٨ دكانا، ٣٣ مخزنا، ٨٢ غرفة، ٣ حمامات، ١١ كوشة، ٤ مقاهي، فندق واحد، ٥٧ بستانا، ٦٢ ضيعة، ٦ أرحية، ٢٠١ إيجار. ومما يذكر أن معظم هذه الأوقاف قد خرجت أو ألحقت


(١) وجد السيد جان ديني ٣٤٠ دفترا من الأرشيف تتعلق بأوقاف مكة والمدينة، بينما لم يجد سوى ٤٣ دفترا تتعلق بأوقاف سبل الخيرات. وقد كان مجلس أوقاف مكة والمدينة يتكون في العادة من اثنين تركيين عسكريين واثنين مدنيين من أهل الحضر، وغالبا من أهل الأندلس، انظر عن هذا المجلس، الأرشيف دفتر (١٦٩) ٣١ MI ٢٢٨، وكذلك دفتر (١٧٦) ٣٢ ٢٢٨ MI.
(٢) جاء في (طابلو) وزارة الحربية الفرنسية ٢/ ١٨٣٨. ٢٢٣. أن ثلاثة من المساجد الحنفية (البالغة كلها أربعة عشر) كان يشرف عليها وكيل أوقاف مكة والمدينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>