للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحقيقة تقريضه (كذا) للدرة المكنونة في نوازل مازونة، ترجم فيها (أي الإجازة) للشيخ المازوني، وعرف بالظروف التي انتقل فيها إلى تلمسان حيث أن المازوني لم يعرفه مترجموه إلا بكون توفي بتلمسان ودفن بها).

وقبل ذلك بأيام (يوم ٢ مارس ١٩٨٠) أخبرني الشيخ المهدي برسالة أخرى تحدث فيها عن زيارته لمدينة أدرار وحضوره مؤتمرا في برلين ثم عن مكتبته وكثرة ما فيها من كتب ووثائق وما عليه حالها من تشويش وبعترة. قال معتذرا عن التأخر في الكتابة (كنت غائبا بأدرار، حيث دعيت للمساهمة في الأسبوع الثقافي هناك. ومنطقة توات ثرية بالآثار والوثائق النادرة، رغم تعرضها للنهب والإهمال ... وفي هذا الصدد أذهب إلى برلين لحضور مؤتمر المستشرقين، ومحاضرتي (ستكون) (معهد شلاطة ...) (١) حتى أنني أقضي بعض المرات، الشهور لأعثر على كتاب أو وثيقة بخزانتي المبعثرة).

وفي مراسلة أخرى جرت في ٧ يناير، ١٩٨١ كتب إلي الشيخ المهدي عن مكتبته قائلا ... (كما أنني كنت جمعت كثيرا) من المخطوطات، فيها الغث والسمين، وكنت آمل أن أرتبها وأحققها قبل نشرها، إلا أن الظروف لم تساعد، خصوصا وأن في كثير من هذه الوثائق ما يلزم الباحثين إعادة النظر في تاريخ الجزائر، خصوصا العهد العثماني، وأنني لا زلت عازما - إن أفسح الله في الأجل - أن أتفرغ لجمع هذه الوثائق على ضوء ما نشر لكم في جريدة الشعب أخيرا) (٢).

وخلافاه لبعض علماء الزوايا الآخرين كان الشيخ المهدي البوعبدلي


(١) ألقي في المؤتمر المذكور بحثا عن كتاب (طراز الخياطة) في صاحب زاوية شلاطة ابن علي الشريف، والمؤلف هو العربي بن مصباح، انظر عنه الجزء الثاني من هذا الكتاب.
(٢) لا أذكر الآن ما نشر لي عندئذ. وقد عاش الشيخ المهدي بعد ذلك عشر سنوات أخرى داهمه خلالها المرض والعجز. ويبدو أنه لم يوفق إلى ما كان يطمح إليه من تنظيم وترتيب المكتبة. أما التحقيق فقد أخرج منه عملين على الأقل (الثغر الجماني) و (دليل الحيران). ومن نسخته عن (منشور الهداية) حققت أنا هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>