للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عيسى. وكذلك موضوعات من ألف ليلة وليلة (١). إن الكتاب الفرنسيين عندئذ كانوا يستوحون من التاريخ المحلي ومن الحوادث ما يؤثرون به على مشاهدي مسرحياتهم، كما كانوا مولعين بكل ما هو غريب ومثير وبعيد عن البيئة الفرنسية التي اعتادت على أنماط معينة من الشخصيات والحوادث. وكانت المسرحيات تعرض في فرنسا وفي الجزائر.

وقد أوحت الجزائر بما لا يقل عن ٤٣ مسرحية بين ١٨٣٠ - ١٩٢٥. وهو عدد قليل وكان حوالي ثلثي هذه المسرحيات محل قبل ١٨٨٠. ولكنها جميعا. كانت، حسب بعض النقاد، مسرحيات ضعيفة وضحلة. وكانت من مختلف الأنواع، فيها نوع الدراما والميلودرامة، والكوميديا، والفودفيل Vaudville . ومن بينها مسرحية (عبد القادر في باريس) التي عرضت في باريس أيضا سنة ١٨٤٢ عندما كان الأمير ما يزال في صولجانه. وقد قدم المسرحية ميرسان وفونتين، وقيل عنها من باب السخرية إنها مسرحية (أكثر رشاقة من أسد وأكثر لطفا من جمل). ومثلت على مسرح المنوعات بباريس.

ومن جهته قدم موقيرو سنة ١٨٣٠ مسرحية (أسير الداي) في باريس أيضا. وكانت للدعاية السياسية والدينية. ولذلك جعل الجمهور يبكي من المصير الذي كان ينتظر الأسرى النصارى على يد جلادي الداي في الجزائر (٢). وتنتهي المسرحية بقتل الأسير وابنته أمام الجمهور. وفي الجزائر مثلت سنة ١٨٤٩ مسرحية عروج بربروس على خشبة المسرح الكبير، وكان صاحب المسرحية هو جوبيان الذي استوحى القصة من واقعة تاريخية وحولها لتتناسب مع الدعاية السياسية والدينية التي تناسب ذوق الجمهور عندئذ


(١) شارل تيار (الجزائر في الأدب الفرنسي)، الجزائر ١٩٢٥، ص ٥١٨. وسنتحدث هنا عن المسرح كمؤسسة ثقافية ثم سنذكر المسرحيات العربية في فصل النثر الأدبي باعتبارها إنتاجا إبداعيا. أما المسرحيات الفرنسية فلن نذكرها إلا عرضا مع حديثنا عن المسرح نفسه.
(٢) تذكر ما فعلته المسرحيات الرومانتيكية المعاصرة في أهل باريس، وما قيل فهي مسرحية (هرنانى) تأليف فيكتور هوجو.

<<  <  ج: ص:  >  >>