للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجهل) وهي من وضع بعض المعلمين، سنة ١٩٣٧. والمسرحيات التي مثلت في قسنطينة مثلت على المسرح البلدي تارة ومسرح كلية الشعب تارة أخرى. وفي الأخيرة مثلت مسرحية (البعثة التعليمية) لمحمد بن العابد الجلالي (١٩٣٧) وعلى إثر ذلك ألقى ابن باديس خطبة ثم أنشد نشيده الحماسي (اشهدي يا سماء).

كما أنشئت عدة فرق تمثيلية أخرى بالإضافة إلى ما ذكرنا. من ذلك جمعية (الوتر الجزائري) وهي جمعية فنية لتمثيل الروايات (على اختلاف أنواعها، عصرية وتاريخية)، كما تعمل على إحياء الموسيقى العربية (١).

وكانت جمعية المزهر البوني قد مثلت سنة ١٩٣٢ مسرحيتين على المسرح البلدي في قسنطينة، وهما (التوبة) و (الكيف). وكلتاهما من تأليف رئيس الجمعية، وهو السيد المحامي الجندي (أو الجنيدي؟). وكلاهما من نوع العمل الاجتماعي، كمحاربة الخمر والميسر والكيف وغيرها من الرذائل التي أشاعها الفرنسيون قصد دفع الشباب إلى التهلكة وتحطيم طموحاته. وكذلك قالت (الشهاب) وهي تقدم ما قام به المزهر البوني، إن الغاية من التمثيل هي (التأثير على الجمهور حتى يبكي للمأساة، ويضحك للفوز والنجاة). وقالت إن المزهر كان ينشط بالموسيقى فقط، ولكنه أضاف إلى ذلك التمثيل لخدمة اللغة العربية وجلب الشباب إليها (٢). وهذا ما استنتجه الخبير الفرنسي جوزيف ديبارمي في مقالته (رد الفعل اللغوي) سنة ١٩٣١.


(١) عن ذلك انظر جريدة (البصائر) أعداد ٦٢، ٩١، ٩٢، ٩٦، ١٠٤، ١٠٧، ١١٦، الخ. أما باش تارزي فقد مثل مسرحيته المذكورة بمناسبة انعقاد المؤتمر الكشفي، يوليو، ١٩٣٩. وسنرجع إلى إنتاج المسرحيات في فصل الأدب: وعن المسرح الجزائري عموما انظر أيضا سعد الدين بن أبي شنب (المسرح العربي الجزائري) في المجلة الأفريقية، ١٩٣٥، ورشيد بن أبي شنب كتاب المسرحية (العرب) في مجلة الغرب الإسلامي ١٩٧٤، ولاندو (دراسات عن المسرح والسينما العربية)، باريس ١٩٦٥، وأرليت روث (المسرح الجزائري بالعامية)، باريس ١٩٦٧ الخ.
(٢) مجلة الشهاب، أبريل ١٩٣٢، ص ٢٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>