للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيدي أبي مروان (١). وفي سنة ١٢٠٦ أشاد فيها صالح باي جامعا أصبح يعرف بالجامع الجديد، وهو الجامع الذي نقشت عليه هذه الأبيات تؤرخه وتذكر بانيه:

لعمرك بيت الله للسر جامع ... شيد أركان به النور ساطع

بدت دونه زهر الكواكب رفعة ... به بونة للسعد منها مطالع

به جاد تاج الدين والمجد صالح ... إلى درج العلياء راق وطالع

أمير البرايا زاد ظفرا ونصرة ... مؤيد دين الحق للشرع تابع

فمذ أسس البيت الرفيع على الهدى ... أأرخه للخير برك جامع (٢)

كما اشتهرت بجاية بالمساجد القديمة والحديثة، ومن أحدثها في العهد العثماني الجامع الكبير الذي أمر ببنائه مصطفى باشا سنة ١٢١٢ (٣). ومن أشهر مساجد ناحية قسنطينة أيضا مسجد الخنقة الذي يعود تاريخه إلى سنة ١١٤٧ (٤) والذي كان، مع المدرسة والزاوية هناك، مقصد العلماء كما سنرى. أما في القل فقد بنى أحمد القلي، باي قسنطينة وجد الحاج أحمد آخر البايات، جامعا سنة ١١٧٠ اعترافا منه، كما قيل، لأهل القل الذين أكرموه عندما كان آغا عليهم (٥). أما في تقرت فقد بنى إبراهيم بن أحمد بن جلاب سنة ١٢٢٠ جامعا واسعا جلب له الرخام من تونس (٦).

وبالإضافة إلى ما كان من المساجد في غرب ووسط البلاد أنشأت


(١) بابيه (المجلة الإفريقية) ٨٨٩، ٣١٢. وقد وجد ذلك في وثائق أصلية تعود إلى آخر القرن الثامن عشر الميلادي (١٢ م). وعن جامع سيدي أبي مروان انظر أيضا جورج مارسيه في (مجموعة ويليام مارسيه)، باريس، ١٩٥٠، ٢٢٨.
(٢) بابيه (المجلة الإفريقية)، ١٨٩٠، ٢٦٦.
(٣) فيرو (المجلة الإفريقية)، ١٨٥٨، ٤٥.
(٤) انظر (نشرة أكاديمية هيبون)، ١٨٨٥، ٤٥. ولهذا الجامع عدة تواريخ أخرى لتجديده منها سنة ١١٨٤، ١١٩٤.
(٥) فيرو (المجلة الإفريقية) ١٨٥٩، ٢٠٦.
(٦) شيربونو (روكاي)، ١٨٥٦ - ١٨٥٧، ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>