للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطة العقمانية والأهالي عددا آخر منها. وتذكر المصادر أنه كان بتلمسان في آخر العهد العثماني خمسون مسجدا (١)، منها جامع سيدي بومدين والجامع الكبير وجامع محمد السنوسي وجامع ابن زكري وجامع أولاد الإمام وجامع المشور. والمعروف أن الباي محمد الكبير قد شيد مسجده الأعظم بمعسكر، ولعله هو المعروف بجامع العين البيضاء أيضا (٢). وقد أشاد الشعراء والأدباء بهذا المسجد، كما سنرى. ونفس الباي قد بنى جامع وهران بعد فتحها على يديه سنة ١٢٠٥ (٣). وقد عرفت مازونة ومستغانم وندرومة ومليانة بمساجدها أيضا ولكن إحصاءاتها لم تتوفر لدينا. أما المدية فقد كان فيها في آخر العهد العثماني أحد عشر مسجدا، منها الجامع الكبير الذي تعود به الوثائق إلى سنة ١١٢٧، وجامع سيدي المزاري الذي بناه مصطفى بومزراق آخر بايات التيطري، والجامع الأحمر الذي شيده الباي حسن حوالي سنة ١٢١٣ (٤).

٣ - ورغم وفرة المساجد فإن بعض المؤلفين والملاحظين قد اشتكوا من عدم العناية بها في هذا العهد. ويبدو أن عدد المساجد لم يكن يدل بالضرورة على العناية بها والوقف عليها بما يحفظها ويصونها. فقد كان بعضها خربا وبعضها سيء البناء أصلا وبعضها محروما من الأوقاف الضرورية لتجديده. وهكذا نجد أحمد بن ساسي البوني يشتكي إلى الباشا محمد بكداش خراب المساجد في عنابة وخلوها من المصلين والعباد.

خربت المساجد ... وقل فيها الساجد (٥)


(١) ايمريت (الجزائر في عهد الأمير عبد القادر) ٨٢ عن تقرير لطاطارو سنة ١٨٣٥.
(٢) ليكليرك (المجلة الإفريقية)، ١٨٥٩، ٤٣.
(٣) (مجلة جغرافية وهران) ١٩٣٢، ٢٥٧. وتذكر الوثيقة هناك أن باني الجامع هو حسن باشا الذي كان حاكما عند فتح وهران. والظاهر أن الباشا قد أوقف على الجامع المذكور فقط.
(٤) انظر البارون هنري فيدرمان (المجلة الإفريقية) ١٨٦٥، ٢٨٩ هامش ٢ و ٣٠١ هامش ٢.
(٥) ابن ميمون (التحفة المرضية) مخطوط. ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>