للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولمحمد الطيب المبارك فضل علمي هام. فقد أرسله الأمير عبد القادر مع الشيخ محمد الطنطاوي إلى قونية لمقابلة نسخة من كتاب (الفتوحات المكية) لابن عربي، عندما كان الأمير يحضر لكتابة (المواقف). وكان الناس يعتقدون في محمد الطيب عقائد صوفية ويزورون قبره بعد وفاته. وكان والده محمد المبارك قد توفي عام ١٢٦٩، ولذلك كفله جده لأمه الشيخ السكلاوي. وكان محمد الطيب أيضا شاعرا، وأديبا. كما كان شاذلي الطريقة (١).

٣ - محمد المبارك بن محمد المبارك: ولد محمد المبارك لوالده في لبنان (بيروت) سنة ١٢٦٣ (١٨٤٨) بعيد الهجرة. وعاش إلى سنة ١٣٣٠ (١٩١٢). ومن شيوخه والده والمهدي السكلاوي ومحمد الطنطاوي. وبد أن نال نصيبا من العلم انتصب للتدريس في زاوية الخضر المذكورة سابقا. كما درس في حوران، ثم أسس مدرسة النهضة العلمية عام ١٣٢٤؛ وله باع في نشر المعرفة، وتآليف سنذكرها في مكانها. كما تولى إدارة أزمير (٢).

٤ - صالح السمعوني: من بي سمعون قرب بجاية. ولد في قبيلته دون أن نعرف تاريخ ذلك، ثم هاجر إلى الشام في إحدى الموجات. وكان عارفا بالرياضيات والفلك وعلوم أخرى مشابهة، وأقرأ الفلك لأبناء دمشق حتى عرف به وتخرج عليه فيه بعض العلماء. تولى فتوى المالكية بدمشق، وخلال ثلاثة أشهر من كل سنة كان يجلس لإقراء البخاري. وتوفي في دمشق سنة ١٢٨١ (١٨٦٤) (٣). وقد غطت عليه سمعة إبنه الشيخ طاهر.


(١) ترجم له الخالدي، مرجع سابق، وكذلك أعلام دمشق، وحلية البشر، انظر أيضا محمد مطيع الحافظ ونزار أباظة (علماء دمشق وأعيانها)، دمشق ١٩٩١. ج ٢/ ٥٤٠. فقد ترجم هذا المصدر لمحمد المبارك الأب وذكر أبناءه، ومنهم محمد الطيب ومحمد المنور الذي هاجر إلى اليمن وبقي بها، وله أولاد وأحفاد فيها.
(٢) نفس المصدر، وهناك مصادر عديدة أخرى مذكورة في الخالدي.
(٣) منتخبات تواريخ دمشق، ٢/ ٦٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>