٥ - طاهر السمعوني: وهو ابن الشيخ صالح، ولد له في دمشق، سنة ١٢٦٨ (١٨٥١)، وعاش الشيخ طاهر حتى سنة ١٩١٩ (١٣٣٨)، ولم يتزوج. وأصبح من أعلام الشرق في القرن الماضي وأوائل هذا القرن. كون مدرسة فكرية وتلاميذ ظلوا أوفياء له، وتولى وظائف معظمها علمية وتعليمية. وألف كتبا عديدة في العربية والفلسفة والأدب والدين. ودخل حزب اللامركزية المؤيد للدولة العثمانية ولكنه معارض لسياسة الترك التي عادت العرب وقضت على الدولة. هاجر إلى مصر هاربا من ظلم الأتراك، وقد عرفه وكتب عنه أبو يعلى الزواوي، واستكتبه تاريخ الزواوة، فطلب منه الشيخ طاهر الكتابة عن لغة أهل زواوة ونحوها. وقد زار الشيخ طاهر الجزائر آخر القرن الماضي دون أن ندري الغرض الذي حمله على ذلك ولا المدة التي قضاها، والتقى أثناء زيارته بالشيخ محمد السعيد بن زكري المدرس والمفتي بالعاصمة. والشيخ طاهر من أولاد سيدي الحاج حساين دفين بني وغليس. والشائع لدى المعاصرين أن الشيخ طاهر دخل في الماسونية على يد سيدة بريطانة كانت من (خبراء) الشرق في العراق.
وعلى إثر تحرير دمشق من الأتراك وإقامة الحكومة العربية بها على يد فيصل بن الشريف حسين سنة ١٩١٩ رجع الشيخ طاهر إلى دمشق، ولكنه سرعان ما توفي بها في نفس السنة. وكانت فرنسا عندئذ تحاول الاستيلاء على دمشق باسم الانتداب المعروف. ومن أبرز تلاميذ الشيخ طاهر نذكر محمد كرد علي الذي تولى الوزارة في العهد الفرنسي بسورية وترأس المجمع العلمي العربي (١).
٦ - سليم السمعوني: وهو ابن أخ الشيخ طاهر الجزائري. ولد بدمشق
(١) الأعلام الشرقية، ٢/ ١١٤. والباني (تنوير البصائر)، والأعلام للزركلي، ٢ ومنتخبات ... دمشق ٢، ومجلة المجمع العلمي ٨، الهلال ٢٧، والمقتطف ٥٦، الخ. وعدنان الخطيب (الشيخ طاهر الجزائري). عن زيارته للجزائر انظر مراسلة من علي أمقران ٩/ ٤/ ١٩٧٩. ودراستنا عن الشيخ أبي يعلي الزواوي في أبحاث وأراء، ٢.