سالم فريضة الحج. وشجع الجزائريين على الإقامة في جهة الجليل (فلسطين). وأثناء حرب القرم ظهر اسمه من جديد. وقد اطلعنا له على بعض الرسائل الموجهة إلى أقاربه في الجزائر. ويبدو أن التأثير الديني كان للشيخ السكلاوي. ولا ندري متى توفى الخليفة أحمد الطيب بن سالم.
٨ - الحاج علي بوطالب: كان من أبناء عمومة الأمير عبد القادر. وقد أنجبت عائلة جو طالب عددا من القضاة الذين توظف بعضهم في شرق البلاد. وكان جد الحاج علي هو سيدي بو طالب أخو محيي الدين والد الأمير. ولد الحاج علي في مدينة معسكر حوالي سنة ١٨٢٥. وفي سنة ١٨٤٣ (عام الزمالة) هاجر مع والده والفقيه ابن عبد الله سقط إلى فاس، ثم حلوا بطنجة. وبقي هناك مدة إلى أن أطلق سراح الأمير وحل بدمشق، فالتحق به وظل معه إلى سنة ١٨٧٧. وفي هذه السنة رجع إلى الجزائر فأحس الفرنسيون خطره واتهموه بإثارة الشغب فنفوه، فحل بطنجة من جديد سنة ١٨٧٨. وتقول المصادر الفرنسية إنه طلب معونة من البعثة الفرنسية في طنجة فوقع (سوء تفاهم) معه أدى إلى لجوئه إلى البعثة الألمانية. وقد استقبله الدبلوماسي الألماني، ويبر WEBER، وهو الوزير المفوض في طنجة، وكان ويبر يعرف الحاج علي منذ كان في بيروت، فكانت بينهما معرفة شخصية وظل معه على علاقات ودية.
وتذهب المصادر الفرنسية إلى أن الحاج علي وطالب أصبح صديقا مخلصا لألمانيا. وفي ١٨٧٩ رافق الحاج علي الرحالة الألماني الدكتور لانز LENZ إلى تمبكتو وحصل على وسام النسر الأحمر. كما قدم خدمة إلى السفير الألماني في المغرب سنة ١٩٠٥، الكونت توتنباخ حين رافقه إلى فاس. وكانت هذه السنة هي التي عرفت الأزمة المغربية الدولية. وفي السنة الموالية قدم الحاج علي خدماته إلى أحد الخواص الألمان في المغرب، وهو أحد الأخوة مانيسمان MANESSMEN المختصين في البحث عن المعادن.
= يدسوا بين الأمير وابن سالم في دمشق بعد أن عجزوا عن الدس بينهما في الجزائر. وكان ابن سالم خليفة محترما لدى الأمير، كما كان الخليفة يقدر أميره حق قدره.