الدينية والصوفية مثل صحيح البخاري وتنبيه الأنام ودلائل الخيرات وكتب الأدعية والأذكار. ولكن بعضها كان يحتوي على كتب في العلوم المختلفة من أدب وطب وفقه وتاريخ ورياضيات. ومن أهم ما كان يلحق بالجوامع أيضا الكتاتيب لتحفيظ القرآن الكريم للأطفال، والزوايا لمبيت الطلبة والغرباء. ومن التوابع الضرورية للجوامع الميضات والعيون للطهارة والاستحمام.
وتختلف الجوامع أيضا في حجم موظفيها. فبعضها كان كثير الموظفين حتى أن عددهم كان يتجاوز الستين موظفا كالجامع الكبير بالعاصمة، وبعضها كان يقوم عليه عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحد. وعلى كل حال فإن أغلب الجوامع كان له من الموظفين الوكيل والخطيب والإمام (وأحيانا يجمع الخطيب الإمامة أيضا) والمدرس والمؤذن والحزاب وبعض القراء.
٥ - وكان لكل واحد من هؤلاء، مرتب خاص به، حسب قدره ومكانته وعلمه، من الوقف. ففي أواخر القرن العاشر (١٦ م) وزع خضر باشا وقف الجامع الذي بناه باسمه على النحو التالي (مع ملاحظة أن هذه المرتبات شهرية):
٥٠ دينارا ... للخطيب
٢ ديناران ... لقارئ الصلاة المحمدية (كل خميس واثتين)
٢ ديناران ... لقارئ التعريف (يوم الجمعة)
٢ ديناران ... لثلاثة مؤذنين حنفيين (يوم الجمعة تصبح ستة دنانير)
١ دينار واحد ... لكل حزاب - وهم تسعة (لقراءة الحزب بعد صلاة العصر)
٣٠ دينارا ... للمدرس المالكي
٣٠ دينارا ... لقارئ صحيح البخاري
٣٠ دينارا لقارئ ابن أبي جمرة (مختصر صحيح البخاري)
٣٠ دينارا ... لقارئ الرسالة للقيرواني
٥ دنانير ... لوكيل الوقف (١)
(١) ديفوكس (المجلة الإفريقية) ١٨٦٩، ٢٤. و (التعريف) كتاب في التصوف. وقد ذكر =