للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رغم أننا ما نزال في سنة ١٩١٢، سنة احتلال فرنسا للمغرب. والبرقية كانت مكتوبة من طنجة في ٣ أبل ١٩١٢. وقد جاء فيها: (أهنئكم على المساعي التي بذلتموها في سبيل الاتحاد الإسلامي). ويفهم من ذلك أن الأمير علي ربما كان مكلفا، بمهمة تتعلق بالجامعة الإسلامية. أما برقية الأمير خالد بن الهاشمي (ابن أخيه) فمكتوبة من الجزائر في ٣١ مارس ١٩١٢، وفيها: (نصر الله المجاهدين، فقد كان بلاؤكم حسنا، جعل الله على أيديكم كل نفع للإسلام) (١).

ورغم أن الأمير علي كان محسوبا على العثمانيين، كما رأينا، فإنه واجه سنة ١٩١٦ الاتهام بعدائهم وهو اتهام له عواقب وخيمة. ولذلك وضعوه في أحد سجون أناضوليا في نفس السنة التي أعدم فيها جمال باشا، والي الشام، مجموعة من الزعماء العرب، ومن ضمنهم أخوه الأمير عمر، وجزائريون آخرون مثل سليم السمعوني. ويقول أحد الدارسين ان الأمير علي قد حافظ على خيط من الصلة مع الفرنسيين. ولم ينجح الأمير علي في إنقاذ أخيه من المشنقة سنة ١٩١٦ ولا إنقاذ ابنه هو عبد القادر، سنة ١٩١٧ الذي اتهم لورنس بتدبير قتله عندما دخلت جيوش فيصل سورية (٢)، ولم يلبث الأمير علي نفسه أن توفي، سنة ١٩١٨.

أما الأمير عمر فقد ولد في سنة ١٨٧١ بدمشق، وعاش فيها، وخالف اتجاه إخوته الكبار مثل محمد ومحيي الدين، ومال، كما قلنا إلى الفرنسيين، أي بقي على صلة القنصلية هناك، بل أصبح المتكلم باسم المهاجرين الجزائريين الذين بقوا على صلة ببلادهم في كل ما يتعلق بهم مع الفرنسيين. وكان يسافر بين


(١) (تاريخ حياة طيب الذكر)، مرجع سابق، ص ٧٤.
(٢) دراسة الآن كريستلو (مخطوطة) عن البعثة الفرنسية إلى الشريف حسين ١٩١٦، بإشراف إدوارد بريمون. وأوضح هذا المصدر علاقة الأمير علي بعزت باشا العابد وابنه محمد علي العابد الذي كان سفيرا للدولة العثمانية في واشنطن، ثم أصبح من الأعيان السوريين الذين تولوا الوظائف السامية في عهد الانتداب الفرنسي، وكانت له ثروة مالية يديرها من باريس. أما أبوه عزت باشا فقد توفى فى مصر سنة ١٩٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>