للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دمشق وباريس. ولا نعلم أنه قد دخل الجزائر. وما دام أمره كذلك فإننا نتوقع أن يكون في الصف المعادي للعثمانيين، ولذلك قيل عنه انه انضم إلى الجمعيات العربية السرية، وتعرضت أسرته للإبعاد إلى أناضوليا. وفي إحدى زياراته لفرنسا حصل على وسام من رئيس جمهوريتها. وإذا كان نشاطه ذلك مغفورا في عهد السلم، فانه سيكون خطرا عليه وقت الحرب. ذلك أن السلطات العثمانية في دمشق قد قبضت عليه وأعدمته ضمن من أعدمت من القادة العرب الذين اتهمتهم بموالاة أعدائها الفرنسيين، في ٦ مايو ١٩١٦ (١).

كانت علاقة الأمير الهاشمي بوالي دمشق العثماني تؤدي أحيانا إلى توترات بين السلطات العثمانية والقنصلية الفرنسية. ويبدو أن عاهة العمي، والإدلال بالجاه الفرنسي أو فلنقل عدم التفاهم مع الأتراك، هو الذي جعل الأمير الهاشمي كثير القلق ولا يحسن تقديم قضيته أمام الوالي. وقضيته عادة هي شكاوى المهاجرين أو شكواه هو حول الأرض والمصالح المادية. وفي إحدى المرات غادر الهاشمي دمشق غاضبا وتوجه إلى بيروت، ولكن القنصل الفرنسي أقنعه بالرجوع. واشترط الهاشمي أن يرجع معه القنصل ففعل، مما أثار استغراب ودهشة الجالية الجزائرية. ولاحظ عليه الفرنسيون أنه كان يبالغ في طلب النقود والمعيشة الفاخرة. واقترح القنصل نقله إلى منطقة أخرى. وكانت مصر إحدى البلدان الممكنة، غير أن الهاشمي طلب الإقامة في الجزائر، فوافقت على ذلك الحكومة الفرنسية، وغادر دمشق خلال اكتوبر ١٨٩٢ متجها بعائلته إلى بيروت (٢) ثم الجزائر.


(١) الخالدي (المهجرون ...) مرجع سابق، مخطوط، ص ٤٣٠. ذكر الخالدي عددا من المراجع تتحدث عن الأمير عمر على أنه من شهداء القضية العربية. والغريب أن بعض هذه المصادر يتهم أسعد الشقيري وشكيب أرسلان بالمساعدة على الكشف عنه. عن وسام الأمير عمر من فرنسا وزيارته لها انظر (التقويم الجزائري) للشيخ محمود كحول، ١٩١٣. وكذلك (مجلة العالم الإسلامي) مرجع سابق ١٩٠٧، ص ٥٠٧. وباردان (الجزائريون والتونسيون)، مرجع سابق، ص ١٤٠.
(٢) باردان، مرجع سابق، ص ٧٠، ١٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>