للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عرفنا أن الأمير الهاشمي كان على صلة بالفرنسيين منذ وفاة والده، الأمير عبد القادر. ونحن نجد بعض المراجع تقول ان الحكومة الفرنسية قد وافقت على منح إبنيه منحة دراسية في ثانوية لويس لوقران سنة ١٨٨٨. وكلاهما رافقه إلى الجزائر، ولعلهما سبقاه إلى الدراسة بفرنسا. وكان الأمير الهاشمي يهنئ بعض أعيان الفرنسيين بالعام الجديد، كما فعل آخر سنة ١٨٩٠ مع لويس تيرمان الحاكم العام للجزائر، فقد هنأه منذ منتصف ديسمبر من هذه السنة بالعام الجديد. وتدخل الهاشمي في شأن أقارب العائلة بالجزائر أيضا، إذ كتب رسالة في ١٨ نوفمبر ١٨٩٠ إلى الحاكم العام نفسه يطلب فيها تقديم العون لأرملة ابن عمه آمنة بنت الميلود بوطالب، التي توفي عنها زوجها مصطفى بن عبد القادر، وهو في القضاء بمستغانم (١).

ومنذ أن حل الأمير الهاشمي بالجزائر استقر في بوسعادة، بعائلته، كما ذكرنا، وواصل ابنه الأمير خالد التعلم في مؤسسات فرنسا العسكرية. وتخرج ضابطا في الخيالة (صبائحية). أما إبنه الآخر مصطفى فلا نعلم إلى أي درجة وصل ولا مصيره، ويبدو أنه لم يواصل التعليم، وقد يكون توفي مبكرا. وأما الأمير الهاشمي نفسه فيبدو أنه توفي أوائل هذا القرن، أي قبل سنة ١٩٠٧ على كل حال. ولعل الهاشمي كان من أبناء الأمير عبد القادر المهجنين، أي أن أمه كانت وصيفة أو أم ولد، إذ تصفه بعض الوثائق بأنه كان أسمر البشرة أجعد الشعر (٢).

من أبناء الأمير عبد القادر الذين تركوا إسما قويا في التاريخ نذكر الأمير


(١) ابن سديرة (كتاب الرسائل)، مرجع سابق، ص ٢٣٠ - ٢٣١. وقد ذكر كريستلو، ص ٢٨١ أن مصطفى بوطالب قد عمل في القضاء بين ١٨٥٨ - ١٨٨٣ وهي سنة عزله منه، وربما توفي حوالي ١٨٩٠ بعد أن رجع إلى القضاء، كما تشير رسالة الأمير الهاشمي.
(٢) السيدة بروس (إقامة في الجزائر)، مرجع سابق، ص ٣١٥. لعله هو الذي عناه الواصف حين وصف أطفال الأمير في سجن امبواز (فرنسا) وكانوا يلعبون على زربية بالقرب من أمهاتهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>