للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - الحسين: لا نعرف متى ولد. وكان أصغر إخوة الأمير حسب الجرائد الفرنسية الصادرة سنة ١٨٤٥. وكان أكثرهم وسامة واستقامة، وكان يمتاز بالفروسية والشجاعة. وقد سماه الأمير (ربيع حياتي) وكان يرشحه لخلافته بعد وفاة ابنه سنة ١٨٣٧، حسب خيال الفرنسيين، وقد عاش الحسين أحداث المقاومة. ثم هاجر إلى دمشق واستقر بها. وتذكر المصادر المشرقية أن له ابنا إسمه نور الدين، ولد له في الجزائر، ربما أثناء التيه الذي أصاب المقاومة بعد القبض على الزمالة. وقد جاء نور الدين هذا مهاجرا مع والده إلى دمشق فتعلم بها على بعض علماء المهاجرين والسوريين. وهذه المصادر في الواقع تأخذ عن بعضها البعض، ولا تقدم لنا الجديد. فهي تقول إن نور الدين قد تولى عدة وظائف إدارية وعلمية في سورية والعراق، مثل القضاء والأوقاف، قبل أن يتولى نقابة الأشراف على عموم الدولة العثمانية ويستقر في اسطانبول. وقد عمل على توحيد كلمة الأشراف والتفافهم حول الخلافة والدعاء لها. وتوفي نور الدين هذا سنة ١٣٣٣ (١٩١٤) (١).

ومن أبناء نور الدين الأمير مختار المعروف بالمختار الجزائري. ويهمنا هنا أن الأمير مختار من سلالة الحسين بن محيي الدين، وأنه لعب دورا في نصرة القضية الجزائرية والمغرب العربي، حين ترأس شرفيا جمعية الجالية الجزائرية، واللجنة العليا للدفاع عن الجزائر، ثم جبهة الدفاع عن أفريقية الشمالية (٢). وفي ذلك دليل على أن الجزائريين في المشرق لم ينقطعوا عن


(١) لكن المعروف أن نقيب الإشراف على مستوى الدولة العثمانية هو أبو الهدى الصيادي.
(٢) منتخبات تواريخ دمشق، ٢/ ٧٩٩، والأعلام الشرقية، ٣/ ٨٤، والخالدي (المهجرون)، ص ٣٧٥. وعن علاقة الأمير مختار بالنشاط السياسي لصالح الجزائر والمغرب العربي انظر الفضيل الورتلاني (الجزائر الثائرة)، بيروت ١٩٥٦، ص ٢٨٤، وعما كتبته عنه مي زيادة انظر سلمى الحفار الكزبري (مي زيادة وأعلام عصرها)، بيروت، ١٩٨٢، ص ٤٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>