للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسرته من أصول جزائرية. ويبدو أنه جاء بنية العمل، ولكنه اكتشف أن البلاد قد تغلب عليها الطابع الفرنسي في المدن ولم تعد هي المكان الذي كان يرجو العمل فيه، فلم يطل بها الإقامة (١).

وفي سنة ١٩١١ زار الجزائر أحد الرحالة التونسيين واسمه محمد الشافعي النفطي، واتصل بالشيخ شعيب الجليلي قاضي تلمسان، وقدم بين يديه قصيدة ورسالة، وعرف نفسه بأنه (كثير الترحال). ولا ندري ما صلة الشيخ الشافعي عندئذ بزاوية نفطة وأحداث ليبيا، ولا كم دامت رحلته أو جولته في الجزائر (٢). ويبدو أن السلطات الفرنسية كانت حذرة منه، فقد ذكر الشيخ الطاهر بن عبد السلام سنة ١٩٢٣ أن محمد الشافعي كان عندئذ في عنابة وكانت السلطات الفرنسية تطارده، وأنهم سجنوه، تم حجروا عليه البقاء في عنابة، ثم منعوه من الخروج من تونس (٣).

وهناك رحالة مغاربة حلوا بالجزائر وسجلوا انطباعاتهم عنها، وقد جاء آخرون لدواعي دينية وسياسية أيضا. وتتحدث مصادر المغرب عن محمد التاودي السقاط (سقط؟) حوالي منتصف القرن الماضي. وكان قد جاء الجزائر في سفارة ضمن وفد رسمي، وتحدث في جزء من رحلته التي سماها (خرق العوائد) عن الجزائر. ولا ندري الآن العلاقة بين التاودي السقاط وابن عبد الله سقط الذي كان مع الأمير عبد القادر، وأرسله في مهمة إلى المغرب بعد ١٨٤٣، فلم يرجع (٤).


(١) يوسف مناصرية (الحزب الدستوري التونسي)، دار الغرب الإسلامي، بيروت ١٩٨٩.
(٢) مخطوط الخزانة العامة - الرباط، ك ٤٨. واسمه الكامل هو محمد الشافعي بن محمد بن علي الشريفي النفطي. ومن شعره الذي قدمه إلى القاضي شعيب قوله: حبي لأهل العلم قد أحياني ... ثملت به روحي مدى أحياني
شوقي لهم بجوانحي متوقد ... لوصالهم حادي الهوى غتاني
(٣) الهادي السنوسي، شعراء الجزائر ٢/ ٥٦.
(٤) محمد المنوني، مجلة كلية الآداب، جامعة محمد الخامس، عدد ١٣. وكان محمد =

<<  <  ج: ص:  >  >>