للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أحمد بوزرينة حاليا). وقام دادي سنة ١٩٠٥ برحلة طويلة حملته إلى فرنسا ومصر وسورية وتركيا ومكة والمدينة. وكان هو الذي كلفته السلطات الفرنسية بلقاء محمد الجباس، مبعوث سلطان المغرب سنة ١٩٠٣ إلى الجزائر. وإذا كان الحاج الحسن الغسال لم يذكر العلماء في الجزائر فانه ذكر بعض الجزائريين الذين رآهم واجتمع بهم في بيروت مثل محمد المرتضى ومحمد باشا مؤلف (تحفة الزائر)، ومحمد بن أبي طالب، وكلهم من عائلة الأمير عبد القادر (١).

زيارات رجال الدين والتصوف من المغرب وتونس وغيرهما أكثر من أن تحصى، كان بعضها برخصة من الفرنسيين أنفسهم، مثل زيارة مشائخ الطيبيبة ابتداء من زعيمها شريف وزان في آخر القرن الماضي. وفي سنة ١٣٥٧ زار الجزائر محمد المحجوب الذي يبدو أنه من أهل الطرقية، إذ حضر مركز مجمع الزوايا، وكان له رأي في المعتدلين والمتطرفين (المصلحين). وجاء الجزائر أيضا الشيخ شعيب الدكالي، والتقى بعلماء الناحية الغربية كالمفتي عبد القادر بن الصديق. وقد دارت بينهم مناقشات حول عقائد الناس في الشيخ عبد القادر الجيلاني والمولى ادريس والمبالغة في ذلك (٢). ومن أبرز الزوار المغاربة للجزائر خلال العشرينات والثلاثينات عبد الحي الكتاني المتزعم للطرقية الموالية عندئذ لفرنسا في المغرب الأقصى، رغم علمه الغزير وتآليفه المفيدة، كما حل بالجزائر الشيخ الفاضل بن عاشور لحضور بعض المؤتمرات الصوفية التي كانت تجمعها


(١) مجلة العالم الإسلامي، يناير ١٩٠٨، ص ١ - ٢٠ (عن الرحلة الغسالية)، وقد ذكرنا أن محمد المرتضى توفي في بيروت سنة ١٩٠٢. وعن هذه الرحلة انظر أيضا محمد المنوني، مجلة كلية الآداب، جامعة محمد الخامس، رقم ١٣. وعنوانها هو (التنبيه المعرب). أما المؤلف فهو الحسن بن الطيب المعروف بابن عشرين. وعن حلول الوفد المغربي سنة ١٩٠٣ انظر ترجمة محمد بن مصطفى خوجة، وكذلك مجلة (المنار) ٣ مارس ١٩٠٤.
(٢) ابن بكار (مجموع النسب)، ص ٢١٣ - ٢١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>