للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطات الفرنسية لتجنيد الرأي العام في المغرب العربي لصالحها.

ومن ليبيا جاءت إلى الجزائر شخصيات كانت عادة غاضبة على السلطات العثمانية. منهم سيف النصر، وهو من عائلة أولاد ابن عبد الجليل، وسيف النصر هو صاحب كتاب (ري الغليل) الذي وصف في جزء منه صحراء الجزائر الشرقية وقسنطينة والمنطقة الواقعة بين ذلك والشلف (١). أما غومة المحمودي فقد استقر بوادي سوف بعد ثورته على العثمانيين أيضا، وتوفي سنة ١٨٥٨. وما تزال ذكريات الناس عنه في وادي سوف. وقد سمى ابنه المولود سنة ١٨٥٧ باسم (سوف). وهو الابن الذي لعب دورا بارزا في الحرب ضد إيطاليا منذ ١٩١١، وأصبح من قادة الحركة الوطنية الليبية. وظل سوف على موقفه ضد الايطاليين بعد أن هاجر إلى مصر حيث توفي سنة ١٩٣٠ (١٣٤٩).

كما أن زيارة سليمان الباروني للجزائر ودراسته في بني ميزاب على الشيخ محمد بن يوسف أطفيش وكتابته عن مشاهداته فيها، يدل على تأثره بطبيعتها، وبتتلمذه على شيخه القطب وارتباطه المذهبي بأهلها. وهناك رجال آخرون مثل علي يحيى معمر الباحث الشهير، ولكنه جاء في مرحلة متأخرة عن موضوعنا، وكان من تلامذة معهد الحياة والشيخ إبراهيم بيوض (٢).

أما مصر فقد جاء منها شخصيات عديدة، دينية وقانونية، وأدبية وفنية. كالشيخ محمد عبده، ومحمد فريد، وسلطان محمد، وصديق أحمد، وعبد العزيز جاويش، وجورج أبيض، وأحمد شوقي، ويوسف وهبي، وفاطمة رشدي، الخ. ولكل واحد منهم دوره وأثره. وإذا كان أحمد شوقي رغم


(١) عن كتاب ري الغليل، انظر أبحاث وآراء، ج ٤. وعلي المصراتي (مؤرخو ليبيا).
(٢) عن أطفيش والباروني انظر (حياة سليمان الباروني) لإبراهيم أبي اليقظان، جزآن. وعن علي يحيى معمر انظر دبوز (أعلام الإصلاح). انظر دراستنا عن الشيخ الباروني في مجلة الثقافة، ١٩٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>