للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجزائر كانت سيدة البحر الأبيض فانها أصبحت لا تضم سوى أربعة مساجد للخطبة، بينما كان فيها سنة ١٨٣٠ أربعة عشر مسجدا. كبيرا وحوالي مائة آخرين (١). وقد عاود محمد فريد زيارة الجزائر سنة ١٩٠٢، ثم سنة ١٩٠٥ وحضر في السنة الأخيرة مؤتمر المستشرقين الرابع عشر.

وفي المؤتمر المذكور قدم الشيخ عبد العزيز جاويش رأيه في معاملة الفرنسيين للجزائريين. وكان رأيا صريحا أسخط الفرنسيين. كما قدم الشيخ سلطان محمد مداخلة عن المرأة المسلمة. وكان هذا الشيخ قد تحول إلى هذا الموضوع بعد أن رأى ما جعله يترك موضوعه الأصلي. فتناول حقوق وواجبات المرأة المسلمة في القرآن والسنة. وقدم صورة عن المرأة في الجاهلية، والفروق بين المرأة المتعملة والجاهلة وأثر ذلك على صحة الأبناء وسعادة الزوج والبيت. وذكر نماذج من النساء القارئات والكاتبات والحافظات للشعر. وجاء بأخبار المرأة في مصر وعدد المدارس المخصصة لهن، ومنها واحدة لترشيح المعلمات، ثم وزع على المؤتمرين كلمة كتبتها فتاة مصرية مسلمة عن (تعلم الفتاة). وكانت كلمة الشيخ سلطان محمد بالعربية الفصحى (٢). ويبدو أن مشاركة الوفد المصري، ولا سيما كلمة الشيخ سلطان محمد، قد تركت أثرا بعيدا في أوساط المتعلمين الجزائريين.

ومن جهة أخرى كان الرحالة صديق أحمد، وهو شاعر أزهري، يتردد على الجزائر وتونس. وقد نشر بعض القصائد في صحيفة (الفاروق) التي أصدرها عمر بن قدور (٣).


(١) مجلة العالم الإسلامي، مارس ١٩٠٨، ص ٦٥٨ - ٦٥٩. وعن المساجد انظر فصل المعالم الإسلامية.
(٢) محمد بن أبي شنب، (مؤتمر المستشرقين) ١٤، في المجلة الافريقية ١٩٠٥، ص ٣١٨، وكذلك ماري بوجيجا (عبر الجزائر) في مجلة الجمعية الجغرافية للجزائر وشمال افريقية l ٩ l ٩ SGAAN، ص ٧٤.
(٣) صالح خرفي (عمر بن قدور رائد الصحافة ...) مجلة الحياة الثقافية (تونس) عدد خاص ٣٢، ١٩٨٤، ص ٣٩ - ٥٢. نشر عمر بن قدور قصيدة لصديق أحمد في =

<<  <  ج: ص:  >  >>