كتاب تاريخ الجزائر الثقافي

الفصل الرابع الجزائر في المغارب والمشارق - زيارة الشيخ محمد عبده - ج: 5 - ص: 590

يأملون الأمل الحسن في السياسة الفرنسية نحو الجزائريين (١).

في باب عزون تعرف الشيخ عبده على شيخ جزائري كان يتاجر في محل للدخان اسمه محمد بن عمر بن سماية (٢)، وهو ابن أخ الشيخ عبد الحليم بن سماية الذي كان من المعجبين بالمنار، وبأفكار الشيخ عبده عن طريق السماع. وقد عرفه التاجر على عمه المذكور فارتبطت بينهما صلة العلم والإعجاب. وربما كانت هذه المعرفة أيضا مرنة من قبل السلطات الفرنسية. إذ لا يمكن أن تكون عفوية إلى الحد الذي يذكره بعض الباحثين. ومهما كان الأمر فان الشيخ عبد الحليم كان يسكن ضاحية الحامة (بلكور) عند جامع صغير بناه أحد التجار اسمه مصطفى الأكحل، قرب سكناه. وكان السيد الأكحل من أصحاب الثروة والجاه ومن المتعلمين، وكانت داره مفتوحة للجزائريين المثقفين والأجانب. وكان الشيخ عبده، لا يكاد يغادر دار السيد الأكحل إلا قليلا (٣). وقد تهاطل عليه الزوار من مختلف الفئات المتعلمة والمتسيسة، معظمهم من الموظفين لدى الإدارة. وقد قسمهم رشيد بن أبي شنب إلى ثلاثة أصناف، صنف المحافظين وصنف العصريين وصنف المتفرنسين. كما ذكر نماذج من كل صنف (٤). وكان عمر راسم والإخوان

---

(١) انظر مجلة المنار، أعداد ٧ و ٢٢ أكتوبر، و ٢٢ سبتمبر، ١٩٠٣.
(٢) عن عمر بن سماية انظر فصل الفنون.
(٣) كان الشيخ عبده قد زار قسنطينة زيارة خاطفة ثم رجع إلى الجزائر. ولم يكتب أحد حتى الآن، حسب علمنا، عن زيارته لقسنطينة، ونظن أن أحد مستقبليه هناك قد يكون الشيخ المولود بن الموهوب وحمدان الونيسي. وكان ابن الموهوب من المعجبين بالشيخ عبده. انظر خطبة توليه الفتوى سنة ١٩٠٨، في كتابنا أبحاث وآراء، ج ٢.
(٤) عد من الصف الأول ابن زكري والمجاوي وابن سماية، وبوقندورة وابن زاكور وابن الحاج موسى. وعد من الصنف الثاني مصطفى الكمال (محمد بن الخوجة) ومحمود كحول ومصطفى الشرشالي وعبد الرزاق الأشرف ومحمد بن ابي شنب، ومن الصنف الثالث ابن التهامي وابن بريهمات (أحمد) ووضربة (أحمد؟) - وهم متجنسون بالجنسية الفرنسية - ثم حمو أبو علام وحمدان بوركايب - من الأعيان.