للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنازل أنيقة، ولكنها الآن جميعا مهدمة وفي حالة يرثى لها (١).

أما في قسنطينة فمن أشهر المساجد الجامع الكبير وجامع سوق الغزل وجامع سيدي الكتاني وجامع القصبة وجامع سيدي علي بن خلوف. وقد احتوى بعضها على زخارف ونقوش جميلة، كما كان بعضها مبنيا بالرخام والزليج النادر المستورد من تونس أو من إيطاليا (٢). ومن البايات الذين ساهموا في بناء المساجد هناك الباي حسين بوكمية، الذي بنى جامع سوق الغزل سنة ١١٤٣ (٣). وهو جامع للمذهب الحنفي، جميل الشكل والهندسة، وقد صرفت عليه أموال غزيرة. أما الجامع الكبير فقد بناه الباي حسن بوحنك سنة ١١٥٦. وقد كان أيضا للصلاة والتسبيح والتعليم كما جاء في اللوحة الجميلة المنقوشة عند بابه. وكانت منارته تبلغ خمسة وعشرين مترا. وكانت له أوقاف هامة (٤). ومن آثار صالح باي جامع سيدي الكتاني الذي شيده سنة ١١٨٩ (٥). وقد أشرنا إلى الجامع الذي بناه في عنابة في آخر أيامه.


(١) نفس المصدر، ٩٤.
(٢) (وثائق فرنسية رسمية عن حملة كلوزيل)، ١٦٣.
(٣) حكم هذا الباي من سنة ١١٢٥ إلى سنة ١١٤٩. وتثبت بعض الوثائق أن الجامع كان قد بنى من مال عباس بن جلول الذي كان متوليا وظيفة باش كاتب الباي المذكور. وقد قيل إن الباي لما رأى أهمية الجامع رغب في مشاركة كاتبه فيه فكتبت اللوحة على أنه من إنشاء الباي بينما الواقع غير ذلك. انظر فايسات (روكاي) ١٨٦٨، ٣٠١. وقد استقى فايسات هذه المعلومات من الوثائق التي وجدها عند حفيد عباس بن جلول، وهو الشيخ مصطفى بن جلول الذي كان مفتي الحنفية في وقته. وقد حول الفرنسيون هذا الجامع إلى كاتيدرالية، كما أشرنا.
(٤) حكم حسن بوحنك من سنة ١١٤٩ إلى سنة ١١٦٧. وهو الذي يعود إليه الفضل في تغيير معالم المدينة العمرانية، وهو مدفون في نفس الجامع. وكانت إصلاحاته مقدمة لإصلاحات صالح باي.
(٥) شيربونو (روكاي) ١٨٥٦ - ١٠٢، وكذلك دورنون (تاريخ قسنطينة) في (المجلة الإفريقية) ١٩١٣، ٢٩٠. وقد توفي صالح باي مقتولا، بعد حكم دام أكثر من عشرين سنة، متهما بالتمرد على السلطة المركزية. ويقال إن زوج حسن باشا هي التي كانت =

<<  <  ج: ص:  >  >>