للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القانون المذكور إلى تدخل صاحب المؤيد (١). وقد اهتمت (الحاضرة) بقضية الهجرة من الجزائر واعتبرت البقاء نوعا من المقاومة، وقضية التجنيد الإجباري، وقضية المنفيين إلى الجزر النائية مثل أحمد بومزراق المقراني وأبنائه، وقضية الثقافة العربية التي عملت فرنسا على طمسها، وقضية الأوقاف الإسلامية التي استولت عليها فرنسا وحولتها إلى أملاكها، وقضية التعليم العربي الذي ازدهر قبل الاحتلال، فذوي واختفى بعده، ومسألة حيرة الشبان بين التعليم الفرنسي فقط والتعليم الديني فقط. وقد دعت الجريدة إلى المحافظة على التقاليد العلمية العربية في الجزائر مع نشر العلوم العصرية.

واشتملت الحاضرة أيضا على أخبار الأدباء والكتاب الجزائريين الذين وجدوا فيها مجالا لنشر أدبهم وشعرهم. ومن هؤلاء محمود كحول الذي نشر فيها بعض القطع الشعرية (٢). كما نشر فيها عمر بن قدور بعض شعره. وعلي فخار الذي اعتبرته الحاضرة (من أعيان الجزائر وعلمائهم المتبصرين في المصالح العامة). أي المطلعين على أحوال العالم. واهتمت الحاضرة كذلك بالمؤلفات العربية الصادرة عن الجزائريين. مثل كتاب (إقامة البراهين العظام) الذي ألفه الشيخ محمد بن الخوجة (الكمال) (٣).

وهناك مجلات وجرائد ظهرت في أوروبا اهتمت بأحوال الجزائر والمغرب العربي. وسوف لن نطيل في الحديث عنها هنا لأنها خارجة عن موضوع الجزائر في المشارق والمغارب الذي أردناه، ونكتفي هنا بالتنويه


(١) جريدة الأخبار (القسم العربي) عدد ١٢ فبراير ١٩٠٥. ولا ندري ما (التحويرات) التي يشير إليها السيد علي زكي في قانون الأهالي. ومن هذا الخبر نستفيد أن الشيخ علي يوسف قد زار الجزائر أيضا، رغم أن بعض المراجع قد أشار إلى أن الفرنسيين قد منعوه من ذلك.
(٢) عن كحول انظر فصل السلك الديني والقضائي.
(٣) علي العريبي (أصداء جزائرية في جريدة الحاضرة) في مجلة (الحياة الثقافية - تونس، عدد خاص، رقم ٣٢، ١٩٨٤، ص ٧٠ - ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>