للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دمشق إلى اعتراضات صالح الشريف عليه.

وبعد تولي جمعية الاتحاد والترقي السلطة في الدولة العثمانية وجدت في صالح الشرف زعيما نشيطا، فأرسلته في عدة مهمات إلى دمشق وغيرها، ثم حدثت حرب طرابلس فذهب مع أنور باي (بيك)، وارتبط به وأصبح مستشاره في شؤون المغرب العربي. وكان صالح الشريف هو الذي ألقى سنة ١٩١٠ خطابا ثم صلى بالناس عند ضريح خير الدين بربروس بإسطانبول بحضور أعيان وأمراء متل محمد باشا بن الأمير عبد القادر (١).

وخلال الحرب العالمية انتقل صالح الشريف إلى سويسرا، وظل يعمل لتحرير تونس والجزائر والمغرب. ولعله اشترك في مؤتمر القوميات الذي انعقد بلوزان سنة ١٩١٦ إلى جانب محمد باشں حانبه ومحمد فريد وعلي الغاياتي وآخرين. ذلك أنه أصدر في هذه السنة كتيبا بعنوان (آلام الشعوب المضطهدة، تونس والجزائر) بالألمانية، وقد اشترك معه في وضعه زميله إسماعيل الصفائحي، كما صدر نفس الكتيب بالفرنسية سنة ١٩١٧ (٢). وفي هذه الأثناء صدر لهما أيضا كتيب آخر بعنوان (شمال افريقية ...).

وعند نهاية الحرب أدركت صالح الشريف الوفاة (١٩١٩). ولا ندري إن كان من المساهمين في إنشاء مجلة المغرب وفي الدعوة إلى تطبيق مبدإ تقرير المصير على الشعوب المستعمرة. والغالب أنه فعل ذلك. لقد كان صالح الشريف، كما تدل خطواته، من مدرسة جمال الدين الأفغاني. يرى السياسة في العمل من أجل إسقاط النظام الاستعماري، وكان يؤمن بتحريك


(١) تعرف على صالح الشريف وعلى زميله الصفائحي، أحد البولنديين باسم سيف الدين ثادي غازويت الذي قل انه اعتنق الإسلام وزار الجزائر وتونس، وكتب عن صالح الشريف في (النشرة البولونية) عدد ١٥، ١٩٠٧. وقد رافقه غازويت إلى اسطانبول أيضا. انظر باردان، (الجزائريون والتونسيون)، مرجع سابق، ص ١٩٠ - ١٩٣.
(٢) المكتبة الوطنية - باريس رقم ٢٢٨٣ LK ٨ ٨. وهو في ٣٢ صفحة. وقد ترجم إلى العربية.

<<  <  ج: ص:  >  >>