للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخر العهد العثماني (١). والذي يدرس كتاب (البستان) ,لابن مريم قد يعثر على أكثر من هذا العدد رغم أنه كتبه في بداية القرن الحادي عشر (١٧ م). وفي عهد صالح باي كان في قسنطينة ثلاث عشرة زاوية (٢). وهو عدد لا يشمل بالطبع الزوايا المحيطة بها. وقد كان في عنابة وبجاية وزواوة أعداد مشابهة (٣). وذكر الورتلاني الذي كان مغرما بذكر الصلحاء والأولياء بعض هذه الزوايا والمشاهد وأصحابها. أما بالنسبة لمدينة الجزائر فإن المصادر تذكر أنه كان فيها سنة ١٢٤٦ اثتان وثلاثون قبة أو ضريحا، واثنا عشرة زاوية (٤). بينما ذكر مصدر آخر أنه كان بها تسع عشرة زاوية أو رباطا (٥). ٣ - وقد لعبت الزاوية في الريف دورا أكثر إيجابية من الزاوية في المدينة. ففي بداية العهد المدروس كانت الزوايا عبارة عن رباطات أو نقط أمامية ضد الأعداء. فكان المرابطون يقودون أتباعهم في الحروب الجهادية وينصرون المجاهدين ويطعمونهم في زواياهم ويتحالفون مع الأمراء المكافحين من أجل الدين وحماية البلاد، وعلى هذا النحو تحالف بعضهم مع العثمانيين وقدموا لهم المساعدات الأساسية فجندوا من ورائهم الشعب وجمعوا لهم المؤن والمعدات ورفعوا الروح المعنوية للمحاربين، ولكن الدوافع الجهادية كانت تضعف بالتدرج بعد القضاء على الخطر الخارجي الداهم. فعاد المرابطون إلى قواعدهم وكانوا على صلة بالشعب أكثر من صلتهم بالسلطة العثمانية. وكان على هذه السلطة أن تؤيد المرابطين بالعطايا السخية والإعفاء من الضرائب حتى لا تضعف الرابطة بينهما، ولكن بعض


(١) ايمريت (الجزائر في عهد الأمير عبد القادر)، ١٣.
(٢) فيرو (المجلة الإفريقية) ١٨٦٨، ١٣٠.
(٣) بعث لي الأستاذ علي أمقران السحنوني ملفا هاما عن الزوايا ببلاد زواوة وبجاية فكانت أكثر من أربعين زاوية.
(٤) ديفوكس (المجلة الإفريقية) ١٨٦٢، ٣٧٢.
(٥) جورج إيفير (المجلة الإفريقية) ١٩١٣، ٢٤١. وكذلك (طابلو) وزارة الحربية الفرنسية: ٢/ ١٨٣٨، ٢٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>