للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتناولنا ذلك في مكان آخر (١). وأما عبد العال فقد وصل أيضا إلى رتبة جنرال، ولكنه بدأ حياته مترجما وهو في سن الخامسة عشر. وقيل إنه ابن لعبد العال آغا، وأنه ولد بمرسيليا سنة ١٨١٥، ولا ندري الآن أصوله. وشارك في الحملة ضد الجزائر باعتباره مترجما عسكريا (؟)، وفي ١٨٣١ سمي مترجما من الطبقة الثالثة. وتطوع سنة ١٨٣٧ في فرقة الصبائحية وأصبح سنة ١٨٤٠ ضابطا (أهليا) ثم في ١٨٤٤ أصبح ضابطا فرنسيا. ومنذئذ أخذ يترقى إلى أن وصل إلى رتبة جنرال (٢).

ومن تونس نجد أحمد بن محمد، فقد ولد بها سنة ١٨٢٠، وعمل فارسا في الجيش منذ ١٨٤٩، ثم مترجما منذ ١٨٥٣. والتحق بمصلحة الشؤون الأهلية التي كلف فيها بمهمات متنوعة، ومنها الاهتمام باللغة والمسائل الزواوية. وقد عمل في سطيف ١٨٧٨ (٣). وفي سنة ١٨٨٠ نشر كراسة عن أسباب عدم الأمن في الجزائر ووسائل استبابه، وهي في ١٦ صفحة. وقبله جاء أحمد الانبيري من تونس أيضا. وهو من أصل يوناني أو ألباني. وعمل في الترجمة وألف كتابا في تاريخ قسنطينة، تناولناه في غير هذا الكتاب (٤).

أما من لبنان فقد ذكرت المراجع الفرنسية جان الشدياق، المولود سنة ١٨٢١، ولعله من عائلة أحمد فارس الشدياق الذي اعتنق الإسلام وأصبح من أعيان الشعراء والمؤلفين والصحافيين في الدولة العثمانية خلال القرن الماضي. أصبح جان من المترجمين في الجيش الفرنسي، وحصل على


(١) انظر عنه الحركة الوطنية، ج ١.
(٢) بيروني، مرجع سابق، ص ٣٣٧.
(٣) نفس المصدر، ص ٢٢٦. ومن مواليد تونس ذكر بيروني شخصا أخر هو أمير عثمان الذي ولد سنة ١٨٩٣ وكان سنة ١٩٣٠ يعمل في بسكرة، ص ٨٩٠.
(٤) ألف كتاب (علاج السفينة) وقد درسناه في مجلة كلية الآداب، ثم نشرنا ذلك في الجزء الأول من (أبحاث واراء) ج ١. وكان الانبيري خطاطا أيضا، وله بعض اللوحات في ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>