للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعرض خدماته على كلوزليل. وقدم وثيقة عن الكيفية المثلى لحكم الأهالي في نظره. وكان رجلا متعلما وطموحا. استخدمه الفرنسيون في مصلحة الشؤون الأهلية في وهران، ثم عينوه آغا على الدوائر. أما ابنه فقد دخل المعهد الامبريالي (المدرسة السلطانية) المخصص لأبناء الموظفين العرب. فتعلم تعليما مزدوجا. ثم أرسل إلى مدرسة سان سير العسكرية (فرنسا). ثم تدرج في الوظيف العسكري حتى وصل إلى رتبة (عقيد)، وظل الوحيد في هذه الرتبة إلى عهد طويل. وقد تجنس بالجنسية الفرنسية بتاريخ ٢٦ أكتوبر ١٨٥٨ عندما كان سنه ٢١ سنة (ولد سنة ١٨٣٧) (١). وشارك في حملات الجيش الفرنسي في أفريقية وأوروبا. وكانت له ثروة كبيرة، وعندما تقاعد من الجيش تفرغ لخدمة أملاكه الزراعية. يقول عنه زميله إسماعيل حامد الذي عرفه عن كثب إنه كان الرجل المثال الكامل (للمسلم الفرنسي) وإن تاريخ حياته عبرة للمسلمين والأورويين. وكان لبس اللباس الوطني واللباس العسكري الفرنسي. وقد توفي ابن داود سنة ١٩١٢. ولا نعرف أن له عملا مكتوبا أو مترجما ولا كونه عمل في سلك الترجمة العسكرية. ولكن اسم ابن داود (لعله من أسرته) ظهر بعد الحرب الأولى عندما اشترك مع أحمد لعيمش في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى الفرنسية. وقد تناولنا ذلك في مكانه من الجزء السابع (٢).

والجزائريون الذين خدموا في الجيش الفرنسي كمترجمين يصعب حصرهم. وقد وجدنا منهم عددا آخر جندوا في آخر القرن الماضي وأوائل هذا القرن لخدمة البعثات الفرنسية إلى مناطق أخرى كالمغرب وافريقية. ومن الذين وظفهم الفرنسيون في المغرب قدور بن غبريط، ومحمد نهليل ومحمد المعمري. والمعروف أن الخدمة في الجيش الفرنسي كانت طوعية بين


(١) ولعل أباه قد سبقه إلى ذلك.
(٢) عن حياة ابن داود انظر اسماعيل حامد (مجلة العالم الإسلامي)، يونيو ١٩١٢، ص ٣١٥ - ٣١٨ مع صورته باللباس العسكري. وكان قد مات له أحد الأبناء في معركة بجنوب وهران سنة ١٩١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>