للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد نشرت جريدة المبشر في آخر سنة ١٨٦٦ خبرا تزفه إلى قرائها وهو (تطبيقا) لما ورد في الفصل ١، ٢، ٣، ٤ من قانون ١٣ جويليه ١٨٦٥، دخل في الحرم والحقوق الجارية على الفرنسيين السيد: أحمد بن اللفقون (كذا) ترجمان عسكري، ولد في قسنطينة في ١٢ فيفري، ١٨٢٩، ويقطن في هذا الوقت في باتنة) (١). ونحن نقول تزف إليهم الخبر لأنه من النادر جدا أن طلب الجزائريون التجنس بالجنسية الفرنسية. ونعرف من مصدر آخر أن أحمد الفكون قد أصبح ترجمانا عسكريا منذ سنة ١٨٥٠.

نشر أحمد الفكون ترجمات في الأدب والتاريخ. وموضوعها هو الأدب العربي والتاريخ الإسلامي، وجغرافيتها هي الأندلس والمشرق وأفريقية. ولكنه عالج أيضا الترجمة حول تاريخ فرنسا. أول ما نشر كان عن الأندلس. وهو تعريب قصة محمد السراج الأندلسي بعنوان طويل وهو (الجوهر الوهاج المنقوش في غرائب ابن السراج الأطلسي). وهي قصة في ثماني حلقات نشرها في جريدة المبشر (٢). والقصة تذكر العرب والمسلمين بمجدهم الخالد وبطردهم الدموي. وتجعلهم يعتبرون من الاحتلال الفرنسي أيضا.

ثم نشر الفكون قصة تاريخية عن جان دارك الفرنسية. ويظهر أنه كان مولعا بالتاريخ وأحداثه وملامحه وعبره. فمن الأندلس إلى فرنسا. ومن حرب الهزيمة إلى حرب الانتصار. وهنا أيضا هزيمة، ولكنها ترمز إلى النصر الآتي، لأن جان دارك كانت رمزا لا حقيقة. (التاريخ المتدارك في أخبار جان دارك) ذلك هو عنوان القصة الجديدة التي نشرها الفكون في عدة


(١) المبشر، ٢٧ ديمسير ١٨٦٦. وقانون ١٣ يوليو (جويليه)، ١٨٦٥ هو المعروف بالمرسوم المشيخي (سنتوس كونسلت) الذي فتح للجزائريين باب التجنس بالجنسية الفرنسية بشرط التخلي عن الأحوال الشخصية الإسلامية من زواج وطلاق وتركات، ودفن ... وهو ما رفضه الجزائريون، ورضوا بحالة الرعية التي تحفظ لهم دينهم وهويتهم رغم حرمانهم من الحقوق.
(٢) ابتداء من العدد ٢٢ ابريل ١٨٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>