للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأندلسية التي بدأها بعبارة (الجوهر الوهاج) وهو عنوان جذاب وعربي الرنين. وكذلك الخبر عن دولة العرب في أفريقية، كل كلمة فيه لها حساسية خاصة. ورغم ثقل اسم جان دارك على الأذن العربية فإن الفكون قدم له بالسجعة العربية (التاريخ المتدارك) ثم أكمل الاسم فأصبح موزونا معه ومقبولا.

ما مصير أحمد الفكون؟ وماذا ترجم أيضا في المبشر غير ما ذكرنا؟ لا ندري بالضبط فنحن لم نتتبع كل أعماله ولا كل حياته. وجدير بالباحثين الآخرين أن يفعلوا ذلك بدلنا. ويذكر بيروني أن الفكون تقاعد سنة ١٨٨١. ولا ندري لماذا اختصر فيرو الحديث عنه سنة ١٨٧٦ وقد مضى عليه ٢٦ سنة مترجما عسكريا. وقد اكتفى بقوله عنه إنه ترجم ونشر بالعربية أعمالا عديدة من الأدب الفرنسي. وذكر أيضا أنه تجنس بالجنسية الفرنسية (١). وفي سنة ١٨٨٢ وجدنا الفكون يساهم في جريدة جديدة ظهرت بالعربية ويترجم لها، وهي جريدة (المنتخب) التي أسسها أحد الفرنسيين، وهو بول ايتيان، ولكنها لم تكن رسمية كجريدة المبشر. ومن المساهمين معه فيها حميدة بن باديس (ابن المكي، وجد عبد الحميد)، وكانت (المنتخب) متزعمة لحركة المساواة بين الجزائريين والفرنسيين أو بعبارة أخرى تساند السياسة الإسلامية التي كان يتزعمها حميدة بن باديس إلى ١٨٨٧ والذي أصبح المتكلم الرسمي باسم المسلمين في المجلس العمومي (C.G) أو مجلس الولاية. ويقول أحد الباحثين إن الأعضاء الآخرين في المجلس كانوا يوافقون ابن باديس آليا. وكان ابن باديس يعارض التجنس بشدة، فهل كان أحمد الفكون من أعضاء المجلس أيضا؟ أليس هو من المتجنسين؟ يفهم من هذا المصدر أن الفكون كان عضوا في المجلس أيضا، ولكن أي تناقض سيكون بينه وبين حميدة بن باديس إذا تمسك الفكون بالجنسية الفرنسية (٢).


(١) فيرو، مرجع سابق، ص ٣٤١. وأيضا بيروني، مرجع سابق، ص ٢٠٠. وقد تحدث بيروني عن (النياشين) التي الها أحمد الفكون وعن تنقلاته في مختلف المدن أثناء الخدمة. ومنها قسنطينة وعنابة وباتنة ويبدو أنه لم يكن متفرغا للمبشر.
(٢) انظر كريستلو، المحاكم، مرجع سابق، ص ٢٣٧ - ٢٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>