للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - وأما الطاهر بن النقاد فحياته ما تزال مجهولة. وكان من مواليد قسنطينة أيضا، وتعلم على أيدي علمائها الباقين بعد الاحتلال. وتولى بعض الوظائف للفرنسيين فيها، ثم انتقل إلى عدة مدن مجاورة، ومنها العين البيضاء. وقد توفي في بوسعادة سنة ١٨٦٣. ويهمنا منه الآن أنه ترجم إلى العربية مجموعة من القصص (المحادثات). وكان من أوائل المساهمين في حركة الترجمة. ولكننا لا ندري كيف ولا أين تعلم الفرنسية. ولعله كان من المقربين لدى الضابط بواسوني والمستشرق شيربونو، وكلاهما عمل في قسنطنية واقترب من بعض عائلاتها.

...

هذا عن أوليات الترجمة من الفرنسية إلى العربية. وقد يكون مفيدا أن يتتبع الباحث تطور ذلك في العهود اللاحقة، سيما بعد أن أصبحت الازدواجية بارزة في خريجي المدارس الشرعية الثلاث وفي بعض خريجي مدرسة (كلية) الآداب. كما أن جريدة المبشر التي استمرت إلى سنة ١٩٢٧ قد تطورت مع إدارة جديدة ومحررين جدد، أصحاب أقلام عربية وثقافة فرنسية من أمثال علي بن سماية والحفناوي بن الشيخ ومحمد بن مصطفى خوجة ومحمود كحول. وعند ظهور الصحف الوطنية بالعربية أو الصحف العربية المدعومة من قبل الإدارة الفرنسية أمثال جريدة (المغرب) و (كوكب افريقية)، فإن الترجمة أصبحت ضرورية. وأول لغة كان يجري النقل عنها هي الفرنسية. ولكن ليس من غرضنا هنا تتبع تاريخ الترجمة العربية وتصنيف مادتها وأصحابها، في كل المراحل.

ولنذكر أن أحدهم، ويدعى طيبال (Tibal) قد ترجم سنة ١٨٨٠ قصة (بارب بلو أو اللحية الزرقاء). من تأليف بيرولت الفرنسي إلى العربية. وكان طيبال أستاذا للغة العربية. وقد أعلنت جريدة (الأخبار) التي كانت تصدر بالفرنسية أن الترجمة كانت أمينة وحرفية، وأنها ستساعد التلاميذ في المدارس على تعلم العربية. ولاحظت أن القصة تذكر بعهد الطفولة. فمن هو

<<  <  ج: ص:  >  >>