هو أن الفرنسيين أخذوا بعض الأطفال الذين بلغوا العاشرة وحملوهم إلى باريس بعد أن فصلوهم عن ذويهم. فمن جهة اعتبروهم رهائن لديهم يساومون بهم عند الحاجة، ومن جهة أخرى أدخلوهم إلى مدرسة مجهولة وضعوا عليها شخصا يسمى ديمواينكور للإشراف والمراقبة. وكان هذا الشخص يعمل بالتنسيق بين وزير الحربية والحاكم العام المارشال بوجو. وقد وقع في أيدينا تقرير منه كتبه سنة ١٨٤٥ عن (رهائنه) من الفتيان الجزائريين. فكان حسب قوله يتعهدهم ويلاحظ حركاتهم وسكناتهم، وكان درس التأثير الفرنسي عليهم في فرنسا وتأثيرهم على عائلاتهم حين يعودون.
ومن هؤلاء فتيان من عائلات معروفة في مدينة الجزائر وفي القليعة ومليانة. نذكر منهم أحمد بن قدور بن رويلة، كاتب الأمير ومحرر (وشاح الكتائب) وهو من العاصمة. ويتصل ابن رويلة عن طريق المصاهرة بعائلة ابن الحفاف وغيرها. فقد كان قدور بن رويلة متزوجا من أخت علي بن الحفاف الذي التحق أيضا بدولة الأمير. فالفتى أحمد إذن كان مشدود الأواصر بعائلات علمية ومتصلة بالمقاومة .. ومنهم علي الشريف بن الحاج أحمد الشريف الزهار، نقيب الأشراف. وهي عائلة متصاهرة أيضا مع عائلة ابن علي مبارك بالقليعة.
ومن أسماء (التلاميذ) الذين وجدناهم أيضا في تمرير ديمواينكور: محيي الدين بن علال، ومالك بن محمد، وقائد المدني، وأحمد بن أمين السكة، وعمر ولد بونطيرو، والشريف بن أحمد ير سالم. ويغلب على الظن أن الأخير هو ابن خليفة الأمير على زواوة، وهو أحمد الطيب بن سالم. ونلاحظ أن بعض هؤلاء كان مثل محيي الدين بن علال متزوجا وله أولاد. وقد أخذه الفرنسيون أولا إلى سجن سانت مارغريت، ثم سرحوه بإذن خاص، كما يقول ديمواينكور وأقام شهورا في بيت هذا في باريس، ثم سمحوا له بالرجوع إلى زوجه وأولاده. وقد رأينا له رسائل إلى الفرنسيين يطلب في إحداها الأذن بالرجوع إلى الجزائر، وفي أخرى السماح له بالسفر إلى مصر مع أهله. ولكن ديمواينكور يخبر عنه في تقرير لاحق أنه كان يقيم