للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في نواحي بوفاريك وأنه عندما سمع به في الجزائر عند عائلة علي الشريف الزهار ركب فرسه وجاء لتحيته واستعاد ذكريات باريس معه (١).

١ - علي الشريف الزهار: يقول عنه شارل فيرو إنه بعد تعهده (؟) من الحكومة الفرنسية في باريس بعد الزمالة، رجع إلى الجزائر وسمى مترجما عسكريا احتياطيا من الطبقة الثانية ١٨٥٠ ثم من الطبقة الأولى ١٨٥٢. وفي سنة ١٨٥٤ دخل على الشريف الزهار كتيبة الفرسان (الصبائحية) وأحرز على وسام فارس جوقة الشرف سنة ١٨٦٣، ثم تقاعد برتبة كابتان. وفي سنة ١٨٧٦ كان علي الشريف مستشارا عاما (. C.G) في مجلس ولاية الجزائر. ويقول عنه فيرو إنه من مواليد الجزائر سنة ١٨٢٩، وأنه ابن للحاج أحمد الشريف الزهار كاتب سيدي مبارك خليفة الأمير علي مليانة، وكان صهرا له (٢) وقد عاش علي الشريف إلى عشية الحرب العالمية الأولى، وسنجد اسمه يتكرر في مناسبات أخرى.

٢ - أحمد بن قدور بن رويلة: كانت نهايته مأساوية. مأساوية حقا. فبعد اختطافه من قبل الفرنسيين سنة ١٨٤٣ وحمله إلى فرنسا رهينة وعمره لا يتجاوز ثلاث عشرة سنة (ولد سنة ١٨٣٠)، أدخلوه إلى كوليج سان لويس بباريس. ولكنه قبل ذلك أقام في المدرسة المجهولة التي يشرف عليها ديمواينكور والخاصة، كما يقولون، بالأطفال العرب. وقد وجدنا عددا من الرسائل لهذا الفتى الصغير الذي لا ذنب له سوى وجوده مع عائلته بالزمالة، تطلب تسريحه والرجوع إلى أهله. وفي إحداها يقول أنه يكاد يجن، وله رسالة أخرى إلى والده قدور بن رويلة. وكان يتدخل لدى السلطات الفرنسية في فرنسا أيضا لاستعادة أملاكهم في الجزائر وأملاك خاله ابن الحفاف. وبعد أن قضى سنوات في فرنسا رجع إلى الجزائر وأصبح مترجما عسكريا


(١) هذه الأسماء وردت في تقرير ديواينكور، ارشيف إيكس رقم ١٥٧١ - F ٨٠.
(٢) فيرو، (مترجمو الجيش)، مرجع سابق، ص ٣٠٩ - ٣١٠. انظر أيضا حياة علي بن الحفاف (المفتي) في فصل السلك الديني والقضائي. وقد تحدثنا فيه أيضا عن أحمد الزهار وأفراد آخرين من هذه العائلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>