المتحمسون مثل ابن التهامي وعمر بوضربة وأحمد بوضربة، وابن حمودة. وفيهم المنادون بالاندماج التدريجي مثل إسماعيل حامد والطبيب مرسلي. وفيهم الخاملون الذين كانوا يأكلون الخبز وينتمون فقط إلى هذه الفئة. وفي وقت لاحق ظهر اندماجيون غلاة أيضا، أمثال الزناتي وابن الحاج، ومعتدلون، أمثال فرحات عباس (في المرحلة الأولى) وابن جلول ... وكان محمد صوالح وتامزالي من فئة الاندماجيين الماسونيين، ولنقل كلمات عن بعض هؤلاء.
عائلة بوضربة (إسماعيل، أحمد، عمر، علي): كان إسماعيل بوضربة من هؤلاء الشباب الذين اتصلوا بالثقافة الفرنسية مبكرا، وإن كان هو يختلف عن زملائه من عدة وجوه. فهو ابن أحمد بوضربة الذي فاوض الفرنسيين سنة ١٨٣٠ باسم الداي حسين، وهو أيضا ابن المرأة الفرنسية التي كان أحمد متزوجا بها في مرسيليا. وكان إسماعيل من مواليد مرسيليا سنة ١٨٢٣. ووجدنا في وثائق أبيه أن هذا كان يسعى في آخر الثلاثينات لإدخال ابنه إلى المدارس الفرنسية في باريس (لويس لوقران؟) والحصول له على منحة. والغالب أنه نجح في ذلك. ومهما كان الأمر فقد درس إسماعيل في فرنسا وأصبح مترجما مؤقتا سنة ١٨٥٣، ورئيسيا سنة ١٨٧٢. وقضى جزءا كبيرا من حياته في الأغواط مع بعض الضباط الفرنسيين، ومنهم دي باراي الذي وصفه (بالجوهرة). ولثقة الفرنسيين فيه كلفوه بعدة مهمات في مراكش وغات وغدامس ومناطق أخرى من الصحراء. وخاض مع الفرنسيين عدة معارك في الجنوب وجرح جرحا غائرا في إحداها وقتل حصانه تحته. ورافق الضابط بولينياك إلى غدامس ونزل ورقلة.
وأصبح إسماعيل بوضربة عضوا في الجمعية التاريخية بالجزائر (كان يشرف عليها بيربروجر)، وعضوا في الجمعية الجغرافية بباريس (١). وعندما توفي بالعاصمة (١٦ نوفمبر ١٨٧٥) كتب على قبره أنه يمثل حلقة وصل في