للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مزج الأعراق (١). والمقصود أنه من سلالة عربية وفرنسية. ولا ندري إن كان إسماعيل قد تزوج من فرنسية أيضا وما إذا كان قد تجنس والغالب أنه فعل. وقد كان فعلا يمثل الاتجاه الاندماجي بحكم ميلاده وأعماله وكتاباته. وكان اعتراف الفرنسيين بخدماته دون الجهود التي بذلها من أجلهم.

وقد بقيت عائلة بوضربة تمثل نفس الاتجاه بعد ذلك. ففي أوائل هذا القرن وجدنا بعض أسمائها في قائمة المتجنسين والعاملين على الاندماج والفرنسة. ومنهم المحامي أحمد بوضربة الحفيد فقد كان سنة ١٩٠٤ محاميا في محكمة الاستئناف بالعاصمة. وألقى في ١٢ مارس ١٩٠٤ محاضرة في (جمعية الدراسات السياسية والاجتماعية)، قال فيها إن الشريعة الإسلامية ما هي إلا أسطورة لا يفهمها المسلمون وهم لا يطبقون تعاليم القرآن. وكان بذلك يرد على من يقول إن قوانين الاندماج ستمس المشاعر الدينية للمسلمين. وفي نظره أن الخوف من ذلك لا يمثل عقبة في وجه الاندماج القانوني. وكان أحمد بوضربة هذا من المتجنسين. ويذهب آجرون إلى أن عبد الرزاق الأشرف قد عارض بوضربة ودافع عن الشريعة الإسلامية، وقد زعم بوضربة أن الشريعة مستوردة. كما ذهب آجرون إلى أن بوضربة كان ابنا لمتجنس، وأنه كان عضوا معروفا في الجمعية الماسونية. وهناك فرد آخر من عائلة بوضربة، وهو عمر، كان أيضا متجنسا، حسب رواية آجرون، وكان من التجار (٢). وفي سنة ١٩١٢ كان الوفد الذي توجه إلى فرنسا باسم الاندماجيين يضم واحدا من عائلة بوضربة أيضا (ولعله عمر).

وإذا صدقنا الروايات الفرنسية فإن لجنة فيري سنة ١٨٩٢ قد تلقت اقتراحا من أحمد بوضربة بن حسن يطالب بتجنيس المسلمين بالتدرج مع


(١) بيروني، مرجع سابق، ج ٢، ص ٣٧٥. وعائلة بوضربة من أصل أندلسي.
(٢) آجرون (الجزائريون المسلمون) ٢/ ٦٩٩، هامش ٦، وكذلك ص ١٠٣٢ هامش ٣، وص ١٠٤٠، ١٠٤٩. وكانت (جمعية الدراسات السياسية والاجتماعية) برئاسة أوميرا، عميد الصحفيين ومستشار الحكومة، بينما رئيسها الفعلي هو قاستو، وبوضربة هو كاتبها العام. انظر المجلة الافريقية، ٨ ١٩٠، ص ١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>