للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصالح بن مهنة، وهو ما سماه مالك بن نبي عهد (الإصلاح المحلي).

إسماعيل حامد: نملك عن إسماعيل بن أحمد حامد معلومات طيبة، ولكنها غير كافية، وهي مستخرجة من كتاباته في الأغلب؛ ولكننا لا نملك عنه حتى الآن ترجمة وافية. ولد بالعاصمة في ٤ غشت ١٨٥٧، ودرس بها العربية والفرنسية، ولكننا لا ندري مدرسته وشيوخه. وبناء على كتاباته فإنه كان متمكنا من اللغتين، ولا سيما الفرنسية التي كتب بها كتبا ومقالات تاريخية وأدبية. وقد أصبح من المترجمين البارزين في الجيش الفرنسي إذ تصفه المصادر بأنه كان المترجم الرئيسي في قيادة الأركان العامة، وكان هو نفسه من الضباط. ولعله قد تخرج من المدرسة السلطانية (الكوليج) وأكمل في الليسيه على غرار ما فعل محمد بن رحال. فهو وإياه متعاصران ومتشابهان في الثقافة والظهور، وإن كان كل منهما له مراجعه العائلية وانتماءاته وعقيدته في التراث الإسلامي والحضارة الأوروبية.

ظهرت كتابات إسماعيل حامد منذ التسعينات. كان يكتب في المجلة الأفريقية ثم مجلة العالم الإسلامي، وفي غيرهما. وقد أصدر كتابه (مسلمو شمال أفريقية) سنة ١٩٠٦ وأيد فيه تيار الاستغراب والتفرنس وشايع فيه السياسة الفرنسية الجديدة التي تبناها جول كامبون وشارل جونار. وقام بمهمات للسلطات الفرنسية في المغرب الأقصى وأفريقية، عندما كانت السياسة الفرنسية تعمل على التدخل في هذين الاتجاهين. كانت رحلته إلى المغرب سنة ١٩٠٠ حيث قضى خمسة أشهر وكتب انطباعاته ونشرها في المجلة الأفريقية. ولكن تقاريره السرية لم تظهر عندئذ. وكان حامد من الجزائريين الرواد للاستشراق الفرنسي في المغرب وكذلك للإدارة أمثال محمد بن أبي شنب وعمر (سعيد) بوليفة ومحمد نهليل. كما كان أحمد مجقان وابن حمودة والجنيد أحمد مكي في أفريقية الغربية والوسطى. ويعتبر إسماعيل حامد رائدا فى الكتابة عن السودان الغربى وأفريقية الغربية الإسلامية والتعريف بمصادرها .. ولكن دوره في ذلك ما يزال مجهولا عند المعاصرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>