للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوطنية الفرنسية بعض الوقت بصفته ملحقا، لأن الجزائري لا يوظف على قدم المساواة مع الفرنسيين ..

وقد رجع أحمد عطشى إلى الجزائر في وقت نجهله، ليكون قريبا من أهله، حسب تعبير المجلة. وفي الجزائر تولى الكتابة لدى الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف الفرنسية بالعاصمة، ولعله هو القاضي زيس (؟). ثم نقل إلى مكاتب الحكومة العامة حيث اشتغل محررا، وهو تعبير لا نعرف معناه بالضبط، فهل هو التحرير الصحفي في جريدة المبشر التابعة للحكومة، أو التحرير عموما مثل كتابة التقارير ونحوها، وهي مهنة كان يقوم بها الخوجات وكتاب الإنشاء. يصفه مؤبنه، وهو فيما نظن السيد لوسياني (١) الذي كان هو أيضا يعمل بالحكومة العامة، بأنه واسع الثقافة، كثير التواضع. ولذلك حظي بعطف الجميع. وعند وفاته عن ٤٥ سنة حضر جنازته بعض الفرنسيين أيضا، كما ابنه بكلمات كل من المفتي الحنفي أحمد بوقندورة، وعبد الرزاق الأشرف، الأستاذ بمدرسة الجزائر الشرعية - الفرنسية (٢).

كان أحمد عطشى عضوا، في الجمعية التاريخية. ولا ندري مؤهلاته في ذلك. ويبدو أنه كان مهتما، بالفنون الجميلة والفلسفة أيضا. ولكن حياة الضنك الاستعماري لم تسمح له بتطوير مواهبه في الاتجاه الصحيح. منذ ١٨٨٠ ألقى محاضرة بالفرنسية عن الفيلسوف والفنان الإيرلندي (ستيرن). وقد علقت جريدة (الأخبار) الصادرة بالفرنسية عن المحاضرة تعليقا معجبا بهذا الشاب (٢٧ سنة عندئذ) الأهلي الذي ملك ناصية اللغة الفرنسية وعالج موضوعا دقيقا وخاطب جمهورا فرنسيا متخصصا وحذق تقديم حياة وأفكار ستيرن فأبرز منه الملامح الهزلية Humoristeque وأظهره فيلسوفا مليئا بالمرح Bonhomie . وقد نشرت الصحف المحلية أيضا منوهة بالمحاضرة، بل حتى جريدة (التايمس) البريطانية (٣) فعلت ذلك. وفي عدد لاحق أخبرت


(١) الحروف التي وقع بها التأبين هي. J. D. L . وقد قرأناها جان دومينيك لوسيافي.
(٢) المجلة الافريقية، ١٨٩٨، ص ٣٩٠، عدد ٢٣١.
(٣) عدد ٢٤ مارس ١٨٨٠. قالت الجريدة إن أحمد بن قدور (عطشي) كان عربيا وتخرج =

<<  <  ج: ص:  >  >>