للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والغريب أن جريدة (الحاضرة) التونسية قد نشرت لابن علي فخار بعض الأراء في مقالات من بينها رأيه في معارضة فصل الدين عن الدولة الذي كانت فرنسا قد أخذت على تطبيقه على المسيحية واليهودية في الجزائر سنة ١٩٠٧ بعد أن أخذت تطبقه في فرنسا سنة ١٩٠٥. وتقول بعض المصادر إن ابن علي فخار انتقد تطبيق ذلك الفصل في المستعمرات. والمعروف أن قانون الفصل لم يطبق على الإسلام، دين الجزائريين. فهل يعني ابن فخار فصل (الدين) من حيث هو؟ وقد وصفته الجريدة بأنه من أعيان (النخبة؟) الجزائر ومن المتبصرين بالمصالح العامة (١).

أحمد بن قدور عطشي: إذا توفي أحد الجزائريين فإن المؤبنين الفرنسيين له يكتفون بذكر ولائه لفرنسا وانتمائه الحضاري لهم أو تاريخ وفاته، وكذلك المدرسة الفرنسية التي تخرج منها، والوظيف الأخير الذي كان يشغله. وقلما يذكرون نبذة وافية عن حياته وآرائه ومساهمته. وكثير من الجزائريين ماتوا مجهولين تماما، رغم علمهم ومكانتهم. والسعيد منهم من أعلنت وفاته على صفحة الوفيات بجريدة المبشر أو جريدة الأخبار. ومن هؤلاء المحظوظين - بعد وفاتهم - أحمد بن قدور عطشي، الذي أبنته المجلة الأفريقية بضعة سطور سنة ١٨٩٨.

اسم (عطشي) يدل على أنه من أهل الحضر، رغم أن التأبين لا يشير إلى ذلك. وقد كان أحد الدايات يلقب بعطشى. وكان أحمد من مواليد ١٨٥٣، أي من الجيل الأول الذي نشأ في العهد الاستعماري. وقد يكون تردد على المدرسة العربية - الفرنسية الابتدائية، ثم درس في الليسيه. ونحن نعلم أنه درس بعد ذلك في مدرسة الصنائع (البوليتكنيك) بفرنسا. وكان من الجزائريين النوادر الذين دخلوها. ثم درس الحقوق ونال إجازتها (الليسانس) في باريس أيضا. ويبدو أنه فضل الإقامة في فرنسا، إذ عمل في المكتبة


(١) علي العريبي (أصداء جزائرية في جريدة الحاضرة)، في مجلة (الحياة الثقافية)، تونس، عدد ٣٢، ١٩٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>