للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشد منه حبا لها وهياما بها، غير أنهم صمتوا وتكلم هو، وجمجموا وأفصح هو.

لا نعرف الإسم الأول الآن لابن حمودة هذا. فقد وجدنا اسمه مختصرا في (الخطبة) التي بعث بها من السينيغال إلى مجلة العالم الإسلامي. قال فيها إنه تخرج من مدرسة الجزائر الشرعية - الفرنسية. وقال إنه عاش فترة في شرشال وتوظف فيها زمانا، قبل أن يناديه المنادي للتعليم في مدرسة سان لويس بداكار (١). وقد عدد ابن حمودة إنجازات فرنسا في الجزائر، ويمكن تلخيصها فيما يلي:

١ - كان ملوك تلمسان والجزائر وقسنطينة ووهران - كما قال - على رأس قبائل يغزون بعضهم البعض وينشرون الدمار والموت. فجاء الفرنسيون وأحدثوا التحول التاريخي، ويا له من تحول! (وعلامة الاستغراب له).

٢ - كان الفرد الجزائري يعيش بدون فرديته وبدون رحمة، فغير الفرنسيون ذلك ونشروا الرحمة وشعر الفرد بذاته.

٣ - طلع الفجر على الجزائر بتاريخ ١٨٦٥ الذي فتح للجزائريين باب التجنس والتقدم، ومنذئذ أخذتهم فرنسا في أحضانها. فلماذا لا يكونون معترفين لها بالجميل؟.

٤ - بفضل فرنسا ازداد عدد السكان بصورة مذهلة، لأنها أوقفت المذابح القديمة والأمراض المعدية، ونشرت السلم في ربوع البلاد، وشجعت الفلاحة وقمعت الجرائم.

٥ - قامت فرنسا بفتح المدارس الابتدائية للجزائريين إضافة إلى المدارس الثلاث في العاصمة وتلمسان وقسنطينة، واهتمت بالفنون الأهلية،


(١) نكاية في المسلمين أطلق الفرنسيون اسم (سان لويس) على المدرسة الإسلامية الوحيدة عندئذ في السينيغال المسلم، وهي على غرار المدارس الشرعية الفرنسية الثلاث في الجزائر. وكانت تدرس الفقه والتوحيد واللغة العربية. وهي على الطراز الإسلامي، كما أظهرتها الصورة التى نشرتها مجلة العالم الإسلامي عنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>