للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجزائر يجدد المشاعر الدينية التي يبدو أنها تنام خلال بقية الشهور بحكم اتصال المسلمين بالأوروبيين، وشيوع الشك بينهم (؟) (١).

أما الإشارة الأخرى التي وجدناها عن صوالح والتي لا علاقة لها بالتعليم فهي عضويته في الجمعية التاريخية التي كانت تصدر المجلة الافريقية. ففي سنة ١٩٠٠ استقبلته الجمعية عضوا فيها. وكان عندئذ معلما في مدرسة ترشيح المعلمين (٢). ومن العادة ألا تقبل هذه الجمعية في صفوفها إلا المخلصين للقضية الفرنسية. ولم تكن تبحث عن الكفاءات في حد ذاتها.

وفي ١٩١٥ كان صوالح في بوردو بفرنسا. والظاهر أنه كان من المجندين في الحرب، وكان برتبة رقيب، وكان يعمل في مصلحة الترجمة وربما كان ملحقا بالجنود الجزائريين لرفع الروح المعنوية فيهم والتأثير عليهم حتى لا ينضموا إلى الألمان والعثمانيين. وأثناء ذلك التقى بالجندي والشاعر الشعبي مصطفى الثابتي وسجل له قصيدة شعبية حول مشاركته في الحرب والتعبير عن مشاعر الجنود عندما انتقلوا من بيئة ريفية جزائرية إلى بيئة غريبة عنهم. وقد ترجم صوالح ذلك الشعر ونشره سنة ١٩١٩ (٣).

وبعد نضج المعارف وتبدل الأحوال السياسية بين الحربين وجدنا محمد صوالح في الليسيه الفرنسي استاذا مبرزا ودكتورا في الآداب. كما تولى التدريس في مدرسة التجارة والمعهد الفلاحي. ولا ندري لماذا لم يسمح له عندئذ بالتدريس في كلية الآداب إذا كان قد تخرج منها. ومهما كان الأمر فإنه غداة الاحتفال المئوي نشر صوالح كتابه الذي ربما اشتهر به أكثر من غيره وهو (المجتمع الأهلي في شمال افريقية)، وكان احتلال الأقطار الثلاثة للغرب العربي قد جعل صوالح يقدم عمله جامعا في تاريخ وحياة هذه الأقطار. وكان الكتاب في الواقع موجها لطلابه في الثانوية (الليسيه)، وهو


(١) المجلة الافريقية ١٩٠٧، ثم علقت عليه مجلة العالم الإسلامي ١٩٠٧، ص ٦٢٣.
(٢) المجلة الافريقية، ١٩٠٠، ص ٩٦.
(٣) المجلة الافريقية، ١٩١٩، انظر أيضا فصل الشعر.

<<  <  ج: ص:  >  >>