باللغة الفرنسية (١). ولم نطلع لصوالح على كتابة بالعربية رغم أنه عاش في مرحلة رجعت فيها الروح للثقافة العربية بعد ظهور الحركة الاصلاحية وصدور الصحف ذات الاتجاهات المختلفة. وكتابه المذكور يذكرنا بكتاب إسماعيل حامد (مسلمو شمال افريقية)، ولكن شتان بين الرجلين والكتابين في التكوين والفهم. ويبدو لنا أن حامد كان أكثر أصالة في آرائه وأبعد رؤية من زميله، رغم أن كليهما من نفس المدرسة تقريبا.
...
لقد تبين أن الترجمة لعبت دورا حيويا في دعم الاحتلال، وأن الجانب الأكبر منها كان يتمثل في نقل التراث العربي الإسلامي (بما فيه التراث الشفوي) إلى الفرنسية. أما الترجمة إلى العربية فقد كانت ضعيفة جدا حجما وأسلوبا. وكانت إعلامية أكثر منها تثقيفية، وقام بها في الغالب جزائريون كان لهم رصيد من التراث أو درسوا دراسة مزدوجة، فلم يفيدوا اللغة العربية، وإنما كانت أعمالهم موجهة إلى المعلمين في معظم الأحيان. وتبين أيضا أن الجزائريين ساهموا في عملية الاندماج الحضاري الذي كان الفرنسيون قد خططوا له، وشاركوا في البعثات الفرنسية نحو افريقية، وقدموا خدمات جليلة للمستشرقين والعسكريين. ولكن دورهم ظل مغمورا. وقد كشف بعض الباحثين المتأخرين مثل الآن كريستلو وكانيا فورستر عن هذا الدور وأنصفوهم. ونعتقد أن ميدان الترجمة ما يزال في حاجة إلى دراسة شاملة.
وفي دراستنا لمشاركة الجزائريين في الجمعيات الفرنسية بالجزائر وجدنا أسماء منهم في الجمعية التاريخية مثل اسماعيل بوضربة وأحمد عطشى ومحمد صوالح. والجمعية الجغرافية مثل أحمد بن مجقان وعبد الرزاق الأشرف. وفي العشرينات (عشية الاحتفال المئوي) نشرت مجلة (روكاي) التي كانت تصدر بقسنطينة أسماء لإثنين وعشرين جزائريا باعتبارهم