وأكد لويس رين نظرية د. وارنييه بعد حوالي ربع قرن. ويبدو أن رين قد تبنى النظرية المعادية للسامية. فقد ذهب إلى أن البربر من الجنس الهند أوروبي، وأن طارق بن زياد النفزاوي النفطي قد يكون من أصل فارسي، وأن الساميين، ومنهم العرب، لم يستطيعوا تنظيم أنفسهم عسكريا ولا سياسيا. وعد منهم الخلفاء الراشدين والنبي داود - عليه السلام -. وقد اعتمد رين في ذلك على بحوث أرنست رينان، سيما بحثه المعنون (تاريخ اللغات السامية). وكذلك اعتمد على دراسة هنري فورنيل التي سبق ذكرها والتي حكم فيها بفشل الاحتلال العربي (كذا) لإفريقية، وزعم رين أيضا أن البربر لم يعتنقوا الإسلام بحرارة وظلوا يتمردون عنه مع الفرق الخارجية والحركات الانفصالية، أثناء العهد الذي يسميه أوغسطين بيرك بعهد وصاية الشرق، ويسميه غوتييه بالعصور الغامضة.
وذهب رين أيضا إلى أن اللغة البربرية لغة هند أوروبية، تبعا لنظرية رينان، وقال إن البربر قوم آريون، وإن الإسلام في آسيا انتشر على يد غير الساميين مثل الفرس والترك وهم طورانيون، أما الإسلام في إفريقية وأوروبا فقد انتشر على يد البربر (الآريين). وقارن رين بين الغولوا (سكان بلاد الغال) وبين البربر، فقال إن الغولوا قد استوعبوا كل الذين أرادوا احتلالهم، رغم أن الفرنج (وهو اسم لقبيلة بلجيكية، كما قال، حتى لا يقول ألمانية)، فرضوا اسمهم على فرنسا، ولم يقل شيئا عن المسيحية التي فرضت عليهم أيضا، وقال بأن البربر أيضا قد استوعبوا ورفضوا كل اندماج في غيرهم، رغم أنهم تقبلوا الإسلام ولغة القرآن وسيادته بل قبلوا حتى اسم العرب، ولكن الجماهير منهم ظلت بربرية. وختم رين دراسته بقوله إنه كلما درس تاريخ ولغة البربر اقتنع بحقيقة وهي أن البربر هم في الحقيقة جنس آري، وأن لغتهم لغة هند أوروبية (١)
(١) لويس رين (بحث في الدراسات اللغوية والأثنولوجية عن الأصول البربرية)، كتاب =