للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لها بالمدرسة الفرنسية، لكي تدعو الأهالي إلى تعلم اللغة الفرنسية والكف عن مقاطعة مدارسها، وبيان فوائدها العلمية والاقتصادية، وتربط ذلك بكرم فرنسا نحوها والبرهنة على العلاقة بين العلوم العربية والعلوم الفرنسية. وهذه الفئة هم رجال الدين والعلم الموالون للسلطات أو الموظفون في إدارتها. وكان هؤلاء عادة من عائلات قديمة معروفة ومؤثرة. وكانوا أيضا من العائلات الحضرية البعيدة عن الطرق الصوفية وعن أهل البادية أو الأرياف، لأن رجال التصوف كانوا عادة ضد التعلم بالفرنسية، كما كانوا معروفين للسكان، ولو فعلوا ذلك لفقدوا نفوذهم.

وابتداء من عقد الستينات ظهرت في جريدة (المبشر) مقالات يظهر أن الإدارة الفرنسية نفسها قد أوعزت بها إلى أصحابها. ومن هؤلاء الشيخ مصطفى بن السادات القسنطيني. وكان هذا الشيخ هو أحد مدرسي مدرسة قسنطينة الشرعية التي كان يديرها محمد الشاذلي (١).

والعالم الآخر الذي حث الجزائريين على التعلم بالفرنسية خلال الستينات أيضا، هو محمود بن الشيخ علي بن عبد القادر. وكان محمود يختصر اسمه هكذا (محمود بن الشيخ علي) (٢). وكان موظفا بسيطا عند الفرنسيين (٣). ولم يكن حسب علمنا من كتاب (المبشر) الدائمين. ولعل الذي استكتبه هو أحمد البدوي، أحد المحررين البارزين في الجريدة. وعنوان مقالته (نصيحة عمومية لأهل الحضر والبادية).

وهناك من دعا إلى تعلم العلوم الفرنسية بالقدوة وليس بالكتابة والإعلان. ومن هؤلاء حسن بن بريهمات الذي درس في المدرسة الشرعية


(١) عن حياة ابن السادات انظر فصل الترجمة.
(٢) ألف الشيخ علي الأب رسالة في البلاغة والأدب سماها (أما بعد)، وكنا قد تناولناها في الجزء الثاني، ثم علمنا أن أحد الأساتذة المصريين قام بتحقيقها ونشرها وقد اطلعنا عليها.
(٣) مقالته فى (المبشر) ٢٥ يوليو، ١٨٦٧. انظر عنه أيضا فصل الترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>