للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفرنسية عندما كانت غير مفرنسة (١).

والشيخ محمد بن الحاج حمو الذي أعطى المثل أيضا بإدخال ولده إلى المدرسة الفرنسية (٢). وقد أعجب كل من سليمان بن صيام وابن علي الشريف بما شاهدا في فرنسا من صنائع وعلوم، وتحدثا عن ذلك في رحلتيهما اللتين نشراهما بين ١٨٥٢ و ١٨٥٣. ونادى ابن علي الشريف بتعلم الفرنسية (وقد تعلمها هو أثناء شبابه) لأنها ضرورية للجزائريين في (الحال والمآل) (٣).

وفي نهاية السبعينات كتب الشيخ عبد القادر المجاوي رسالته (إرشاد المتعلمين)، وقد دعا فيها أيضا إلى تحصيل العلم الأوربي - الفرنسي، على أنه علم إنساني مشاع ما دام غير ديني. ولا ندري إن كان قد خصص اللغة الفرنسية بمزية في هذا الشأن، ولكن الرسالة في حد ذاتها كانت انطلاقة عامة، وهو لم ينشرها فصولا في جريدة، وإنما طبعها في كتيب نشره في مصر، فوصل إلى الجزائر، وأثار جدلا جول ما ورد فيه من أفكار. ولا شك أن المجاوي الذي كان عندئذ مدرسا في مدرسة قسنطينة الشرعية/ الفرنسية، كان يبث أفكاره في تلاميذه أيضا، وقد تخرج عليه عدد كبير سواء أثناء تدريسه في قسنطينة أو بعد انتقاله إلى العاصمة عند مدار القرن. وكأن المجاوي قد ألف إرشاده (للمتعلمين) ردا على من كان يقول إن المؤلفين العرب والمسلمين لم يكتبوا عن كيفية وطرق تعليم الصبيان (٤).

ومن نتائج أفكار المجاوي وأمثاله في قسنطينة حررت عريضة جماعية هناك سنة ١٨٩١ دعا أصحابها من الأعيان إلى الاعتزاز بأبنائهم الذين


(١) انظر عن حسن بن بريهمات فصل السلك الديني والقضائي وفصل الترجمة، والمبشر ١٢ يوليو، ١٨٦١.
(٢) تأبين الشيخ حمو في المبشر، ٣١ ديسمبر ١٨٦٨. انظر عنه فصل الترجمة.
(٣) انظر فصل التاريخ والرحلات. وقد نشرت الرحلتان في جريدة (المبشر) الرسمية.
(٤) عن المجاوي انظر فصل الترجمة وفصل السلك الديني.

<<  <  ج: ص:  >  >>