للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشمال الإفريقي) الذي ظهر سنة ١٨٩٥. وقد أخذ منه وناقشه إسماعيل حامد في بحثه عن المرأة. وبعد كتاب ميرسييه بسنة واحدة ظهر كتاب صغير ومفيد ألفه محمد بن مصطفى خوجة وترجمة إلى الفرنسية السيد آرنو. وعنوانه (الاكتراث بحقوق الإناث). وقد راجعته الصحف الفرنسية واستحسنته على أنه صادر من رجل مسلم متفتح وملتزم في نفس الوقت بالدين الإسلامي. وقد تحدث فيه عن وضع المرأة في العائلة، وحقوقها وواجباتها، ولم ينف أو يستنكر تعدد الزوجات واستند في ذلك إلى القرآن والسنة. وأثبت المؤلف حسب المراجعين للكتاب، عدم تعصبه الديني، ودعا إلى التعلم (١). كما أن عبد الحليم بن سماية ألف كتابا تعرض فيه إلى وضع المرأة في الأحوال الشخصية، مثل تعدد الزوجات والطلاق والإرث والحجاب (٢).

وبعد زيارة الشيخ محمد عبده (١٩٠٣) وانعقاد مؤتمر المستشرقين (١٩٠٥) ظهرت عدة مقالات ومؤلفات أيضا تتناول موضوع المرأة الجزائرية. كان الشيخ سلطان محمد الذي مثل مصر في المؤتمر قد ألقى فيه بحثا عن المرأة في الإسلام وفي مصر. وقارن بين المرأة في الجاهلية والإسلام، وموقف القرآن والسنة، والمرأة المتعلمة والجاهلة، وذكر أن مصر بنت المدارس للفتيات، واستشهد بالمتعلمات من نساء الرسول (صلى الله عليه وسلم) وشهيرات النساء العربيات. ويبدو أنه كان لكلمته صدى واسع في الأوساط المحبذة لتعلم المرأة في الجزائر (٣). وعقب ذلك ظهر كتاب آخر لمحمد بن مصطفى خوجة سماه (اللباب في أحكام الزينة واللباس والاحتجاب)، وتولت


(١) راجعته جريدة (المونيتور ألجيريان)، ونقلت ذلك جريدة (المبشر) ٢١ مارس ١٨٩٦. سنرجع إلى هذا الكتاب في جزء آخر.
(٢) انظر بحثه الذي قدمه إلى مؤتمرالمستشرقين بالجزائر سنة ١٩٠٥ في المجلة الإفريقية، ١٩٠٥. وعنوان كتابه هو (العلاقة بين الدين والفلسفة).
(٣) مؤتمر المستشرقين في (المجلة الإفريقية)، ١٩٠٥، ص ٣١٨، تقديم محمد بن أبي شنب.

<<  <  ج: ص:  >  >>