للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البنت على يد فحام فرنسي وكاهن. وأما إطار الرواية فكله جزائري، لأن المؤلف نفسه كان من الكولون، وقد استغل حياة الريف، فالرواية لها نكهة الحياة الاجتماعية المحلية، وكانت الفرقة الفرنسية العسكرية نازلة في أيشريضن في ٢٤ جوان ١٨٧١، وهناك لوحة عن استشهاد المقراني، ولوحة أخرى عن انعقاد مؤتمر للثوار، وغيرها. وعندما قدمتها المجلة الإفريقية قالت إنها رواية تجمع بين الحقائق التاريخية بأسلوب وتوليف أدبي مما جعلها رواية تاريخية وأدبية معا (١).

كما كان للحملة الفرنسية مؤرخوها. حقيقة أن بعض الكتاب أخذ يكتب عن الجزائر منذ أقدم العصور في شكل لوحات معتمة. وكان الرأي العام لا يسأل عن الحقائق بقدر ما يهتم بالعجائب والأقاصيص. ويعتبر بيليسييه دي رينو أول من اهتم وأرخ ودقق في سير الحملة وما بعدها. ويعتبر كتابه (الحوليات الجزائرية) عند الدارسين محاولة (موضوعية) لتاريخ العشرين سنة الأولى من الاحتلال. وقد تمكن بيليسييه من الوثائق بحكم معاصرته للأحداث وتوليه المكتب العربي وقربه من مصدر القرار، وكذلك ساعده حسه التاريخي، وكان ضابطا في قيادة الأركان للجيش، وعضوا في اللجنة العلمية، كما تولى قنصلية بلاده في تونس وطرابلس. وقد عاش في الجزائر اثني عشر سنة (١٨٣٠ - ١٨٤٢)، ويقال إنه عامل في كتابته ضباط الحملة لا على أنهم أبطال ولكن على أنهم بشر يخطئون ويصيبون. وكان له أيضا أحكام على الجزائريين الذين اتصلوا أو عملوا مع الفرنسيين، وله بعض المواقف المشبوهة في حادثة تنصير المرأة عائشة بنت محمد سنة ١٨٣٤، وإهانة المحكمة الإسلامية. ويعتبر من السان سيمونيين، وقد قيل إنه تزوج من جزائرية (٢).

وفي نفس الفترة ألف كميل روسيه تاريخا عن الجزائر. ويسمونه في


(١) المجلة الإفريقية، ١٨٩٧، ص ١١٩.
(٢) ظهر كتابه (الحوليات)، ط. ١، ١٨٥٤. انظر الحركة الوطنية، ج ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>