للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حياة الشرق، وسجل بطولات الأبطال، ضد العرب وضد الهلال. وتابع الشعراء سير الحملات والمعارك في مختلف المواقع: سيدي إبراهيم، ايسلى، حياة الأمير عبد القادر، حياة العرب، القصبة، والمناظر الطبيعية، وسجن الأمير في أمبواز. وقد أخبر ايسكير أن أول شعر فرنسي كان يوم ١١ يوليو ١٨٣٠، أي ستة أيام بعد احتلال العاصمة. ثم أصبح هناك شعراء فرنسيون من مواليد الجزائر، ولهم دواوين ونقاد اهتموا بهم.

أما الرواية والقصة وما يشبههما فقد سجل الدارسون حوالي ٢٠٠ رواية وقصة نشرت في الجرائد والمجلات إلى سنة ١٩٢٥. وفي رأي هؤلاء الدارسين أن ذلك يشكل فقراء كبيرا، ولا يعتبرونه في مستوى الحدث الذي دام قرابة القرن. وفي نظر بعض النقاد أن الجزائر كانت ميدانا فسيحا للروائيين ولكنهم لم يستغلوه، فلم تظهر لهم أعمال خالدة عبر التاريخ، وإنما كانت أعمالهم تسجيلات لبعض الأحداث العابرة والعواطف الساخنة في وقتها، كما لاحظنا في المسرحيات التي عالجت موضوعات ترجع إلى العهد العثماني أو عهد الأمير عبد القادر. وكان بالإمكان إنتاج روايات تاريخية، وأخرى شعبية، ورومانتيكية، ونفسية. غير أن الإنتاج الذي أحصوه لا يدل على هذا التنوع والثراء ولا على حسن الاختيار للموضوعات. أما الموضوعات نفسها فيذكر الدارسون أن الكتاب قد رجعوا إلى الشخصيات التاريخية مثل سانت أوغسطين، وإلى الكنيسة الإفريقية، كما استوحوا موضوعات من العهد العثماني (١).

ومن الإنتاج الروائي ما كتبه (هوق لورو) بعنوان (رجل الساعة)، وهو يعني به الباشاغا الحاج محمد المقراني، وموضوع الرواية هو ثورة ١٨٧١، وشخصياتها كانت من وحي الوقت، وهي رواية تسخر من رجال الدين الجزائريين ومن الثوار، فقد خطفت بنت فرنسية هي ابنة شيخ البلدية، خطفها أحد المقدمين (مرابط)، وكان له تعليم مزدوج عربي/ فرنسي، وكان خلاص


(١) تيار (الجزائر ..) مرجع سابق، ص ٥١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>