والأعياد الإسلامية والمواسم، مثل شهر رمضان، والدين الإسلامي، وزيارات القبور عند المسلمين وحياة الزوايا. ووصل الأمر بهم أن كانوا يقلدون حياة الحضر في اللباس وتدخين الغليون الطويل والشيشة التركية، والاسترخاء على الأرائك.
من الشعراء المعاصرين للحملة الفرنسية نذكر فيكتور هوقو، ولامارتين، وفينيه، وقد ظلوا صامتين عن أعمال الجيش في الجزائر والاستعمار، لأن فظايع الحملة كانت غير معروفة كثيرا للرأي العام الفرنسي. فقد كانت مشروعا ملكيا (شارل العاشر وحاشيته)، وقد عارضها الليبراليون في البداية، ثم انطلقوا في تأييدها بعد قيام مملكة جويلية بزعامة لويس فيليب ونجاح الحملة والتأكد من عدم التدخل الخارجي. ويقول بعض الكتاب إن الحركة الرومانتيكية تركت كل واحد غارقا في التأمل سابحا في الخيال. والحملة لم تكن مشروعا قوميا عند الفرنسيين، فلم يستقبل الجميع خبر الانتصار على الداي حسين بنفس الحماس، بل كانت هناك فترة تردد وتساؤل.
ثم اندفع الأدباء جميعا في حملة عاطفية تشبه الحملة العسكرية. ويعني ذلك تأييدا للحكومة والجيش والاستعمار في الجزائر. وقد رجعوا إلى الماضي وتذكروا الحملات الفاشلة التي قام بها لويس ١٤ وشارلكان والإنكليز ضد الجزائر. وتذكروا الحروب الصليبية، ورجعوا إلى الكاثوليكية القديمة (الإفريقية)، وكانت وسائل الإعلام تنشر الوقائع والانتصارات على الجزائريين (العرب المسلمين)، وعلى الأتراك القراصنة الذين استرقوا الأسرى المسيحيين ووضعوا القساوسة في فوهات المدافع وأطلقوها. وأعيد طبع الكتب القديمة، وترجمت أخرى عن لغات أوروبية، وتحركت الغرائز والانتقام، وتجند الرأي العام مع الحكومة والجيش، وتلاشى صوت المعارضين للحملة والاستعمار.
وكان الشعر الفرنسي، مثل كتب الوصف والانطباع (١)، قد سجل أيضا
(١) غبريال ايسكير (الشعر والحملة ضد الجزائر) فى المجلة الإفريقية، ١٩١٨.