للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لنابليون الأول. ودوره في الحرب المبيدة ضد المقاومة مبسوط في غير هذا المكان (١). ومنهم عبد الله دزبون المملوكي الذي أرسلته فرنسا في مهمات إلى ناحية معسكر. وكان الجاسوس ليون روش ماسونيا، أيضا، وقد بدأ حياته في خدمة الجيش الفرنسي وأرسلته المخابرات العسكرية لكي يتجسس على الأمير عدة سنوات، فادعى أنه اعتنق الإسلام وغير اسمه إلى (عمر) وتزوج من مسلمة وألف كتابا، سجل فيه مغامراته في القيروان ومصر والحجاز للحصول على فتوى من علماء المسلمين ضد حركة الجهاد في الجزائر. كما تولى الشؤون القنصلية لبلاده في عدة بلدان مجاورة كالمغرب وتونس، بل وفي اليابان.

وانتشرت الماسونية بين أعيان الكولون أيضا. فكان نوابهم مثل تومسون، وايتيان، وتريل، وكذلك فيورموز الذي برز أثناء أحداث ١٨٧٠ - ١٨٧١ في الجزائر، وربما الدكتور وارنييه، كلهم كانوا من رجال الماسونية. وكان شارل ليتو الذي تولى حكومة الجزائر بين ١٩١٣ - ١٩١٨ من أبرز أعضائها. وقد عمل جهده على إزالة الإسلام واللغة العربية من الجزائر. وهو أصلا من الكولون، مثل خلفه بعد سنوات بيير بورد. ولا نستبعد أن يكون شارل جونار من أعيانها أيضا. ومن أبرز الصحفيين الفرنسيين دعاة الماسونية والمعارضين للإسلام نذكر أندري سيرفييه محرر جريدة (لاديباش القسنطينية)، فقد كان على رأس محفل في قسنطينة يسمى (سيرتا)، وهو محفل ماسوني كان يعمل على تجنيد (المتطوعين) الجزائريين للمحفل والدخول في الماسونية، وهو الذي أطلق اسم (الشبان الأتراك) على الاندماجيين الجزائريين (النخبة)، كما ألف كتابا هاجم فيه الإسلام بشدة تحت عنوان (خطر المستقبل ...) (٢) ولا ندري من الذين جندهم سيرفييه


(١) انظر الحركة الوطنية، ج ١.
(٢) صدر في قسنطينة، سنة ١٩١٤. وعنوانه الكامل (خطر المستقبل: القومية الإسلامية في مصر وتونس والجزائر). وعن محفل (سيرتا) ومحافل الشرق الجزائري، انظر دراسة مناصرية، مرجع سابق، عن دعوة سيرفيه لتقسيم الجزائريين، انظر سابقا.

<<  <  ج: ص:  >  >>