١٨٤١. وكان سبب الانشقاق هو الخلاف بين الأعضاء في المسائل الدينية واستعمال الغموض والسرية واللجوء إلى الخطب المرتجلة. لكن هذا المحفل المنشق لم يعمر سوى حوالي عشر سنوات (١).
والواقع أن ما يهمنا من الماسونية هو انتشارها في الجزائر ودخول بعض الجزائريين فيها. كما يهمنا نشاطها وتأثيراتها على الحياة السياسية والفكرية.
يقول أحد الكتاب الفرنسيين إن كل الحكام العامين الذين تداولوا على حكم الجزائر باسم فرنسا كانوا ماسونيين عدا واحدا هو المارشال ماكماهون. وقد لاحظنا أن بداية الماسونية كانت في قادة الحملة الفرنسية أنفسهم. فقائد الأسطول الأميرال دينييه كان ماسونيا. ولا ندري ميول دي بورمون الآن. أما الضباط الذين أرسوا قواعد الإدارة والسلطة الفرنسية في الجزائر فقد كانوا بدورهم ماسونيين صراحة، ومنهم بيليسييه دي رينو الذي ترأس مكتب الشؤون العربية في الجزائر وكتب تاريخ الحملة والإدارة الفرنسية الأولى في كتابه المعروف باسم (الحوليات الجزائرية). وكان دارماندي ماسونيا أيضا، وهو الذي كان يعرف الشرق ويحذق الفارسية وكان قنصلا لبلاده في جدة، ثم كان من أوائل الضباط الذين احتلوا عنابة ١٨٣٢. وعلى رأس الضباط الأولين الذين آمنوا بالماسونية الجنرال دي ميشيل الذي حكم وهران في أول الاحتلال والذي اتربط اسمه بـ (معاهدة دي ميشيل) التي وقعها مع الأمير عبد القادر سنة ١٨٣٤. ثم المارشال بوجو الذي وقع مع الأمير معاهدة التافنة سنة ١٨٣٧، وتولى حكم الجزائر وأعلن الحرب الشاملة ضد المقاومة إلى استقالته في أوائل صيف ١٨٤٧، قبل هزيمة الأمير ببضعة شهور فقط، فقد كان أيضا ماسونيا.
وهناك ضباط وشخصيات إدارية وسياسية أخرى ارتبط اسمها بالماسونية. ومن هؤلاء اللقيط يوسف الذي أصبح جنرالا في الجيش الفرنسي. وكان قد هرب من تونس وادعى للفرنسيين أنه ابن غير شرعي